خالد فودة وجنوب سيناء

تواصل معى اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء لدعوتى لمشاركتهم للاحتفالات بعيدهم: عودة طابا لأحضان مصر بعد مفاوضات شاقة خضناها ببسالة  لا تقل عن بطولات القتال..
عرفت أن الدكتور مفيد شهاب أحد اللذين كافحوا لعودة طابا لمصر سيكون موجوداً.
ولولا ارتباطاتى المسبقة وظروفى المركبة لَلَبَّيتُ الدعوة فوراً شاكراً للواء خالد فودة دعوته وكرمه المعهود. لكنها الضرورات. فما العمل وظروفى لا تسمح بسفرى إليه فى هذه المناسبة الوطنية الهامة؟.
شرم الشيخ تستعد الآن لحدث تاريخى كبير، مؤتمر المناخ الدولى الذى سيُعقد فى نوفمبر القادم. وهو حدث عالمى جلل تستعد له مصر كلها. ويُعد اختيار مصر تتويجاً لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسى الداخلية والخارجية الناجحة والموفقة، والتى أظهرت مصر كدولة كبرى حقيقية. بعد أن تغلبت على كثير من الصعوبات التى كانت تعانى منها قبل 2014.
أعود إلى شرم الشيخ.
واعتذارى الذى أرجو أن يتقبله اللواء خالد فودة ويأخذه مأخذاً حسناً. ويتعامل معه بحسن نية.
فحرصى على الذهاب إلى هناك لا يقاوم إلا للضرورة القصوى. ومن الذى يستطيع أن يناوئ الذهاب إلى جنوب سيناء التى حضرناها فى أكتوبر 1973 بالدم والأرواح وبذل النفس.
ولا أنسى أبداً أننى كنت وقتها مجنداً بالقوات المسلحة المصرية الباسلة والبطلة والعظيمة.
التى استردت لمصر سيناء شمالاً وجنوباً..
والمحافظة الباسلة لمن لا يعلم وكما تقول مفردات علم الجغرافيا التى تعلمناها من أستاذنا جمال حمدان – يرحمه الله رحمة واسعة – تتكون من تسعة مدن، و13 وحدة محلية قروية، و81 تجمع بدوى، وأقسامها هى: أبورديس، أبوزنيمة، نويبع، طابا، دهب، شرم الشيخ، سانت كاترين، الطور..
يبقى الرجل الذى يقف وراء كثير من الإنجازات هناك. ألا وهو اللواء خالد فودة، بل إنه يحتفل بعيد محافظته القومى فى نفس الوقت الذى يستعد آناء الليل وأطراف النهار لمؤتمر المناخ العالمى الذى يُعقد عنده بعد شهور من الآن.
ويهتم بكل التفاصيل التى تجعل من شرم الشيخ عنواناً لمصر كلها أمام الضيوف الأجانب الذين يأتون من كل مكان.. وخالد فودة أحد أبناء قواتنا المسلحة، وهو محافظ جنوب سيناء منذ 8 يوليو 2011.
وكان محافظاً للأقصر عام 2011، تلك السنة العصيبة. وقائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، ومدير معهد المدرعات، وملحق عسكرى فى السفارة المصرية لكل من: الولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، واليونان، والكويت، وصربيا، والسعودية، والإمارات، وفرنسا، والكونغو، وإفريقيا الوسطى. وقد نال عدداً من الأوسمة والأنواط، منها: وسام تحرير الكويت، ونوط الجمهورية العسكرى..
ربما كان خالد فودة أقدم محافظ فى موقعه الآن على مستوى مصر كلها. ومن خلال سفرياتى السابقة إلى شرم الشيخ لحضور مؤتمرات الشباب وغيرها وهى كثيرة. تلمح آثار عمله وجهده ودأبه ومثابرته واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة فى كل مكان تقع عليه عيناك هناك..
وما يصل إلى حواسك الخمس يؤكد لك أن الرجل الأول هنا لا يعرف الراحة. بل إن راحته الوحيدة هى العمل الدائم والمستمر. والذى بلا نهاية. ورغم انشغاله بمؤتمر المناخ الدولى. إلا أنه يُعطى جنوب سيناء حقها فى عيدها الوطنى.
وكل عام وجنوب سيناء بخير.