دمج منصات قطاع العمل

مع التطور التقني السريع على المستوى العالمي، نجد حرصا كبيرا من الحكومات بكافة مؤسساتها نحو التحول الرقمي في كافة الخدمات، ويعتبر التحول الرقمي أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠، وذلك من خلال تبني مفهوم استبدال العمليات والإجراءات التقليدية إلى عمليات رقمية وأتمتة بجودة وكفاءة عالية لتيسير كافة الخدمات المقدمة للمستفيدين.لو عدنا بالذاكرة لعدة سنوات سابقة، سنتذكر معاناة أصحاب الأعمال لإنجاز أبسط الخدمات في الجهات الحكومية والأشبه بالرحلة التي تمتد في بعض الأوقات لعدة أيام، وبحسب إحدى الدراسات كان عدد العمليات التي يتم إنجازها من خلال مكاتب العمل على سبيل المثال ما يقارب ٧٠٠ عملية كحد أقصى في اليوم الواحد، وهذا الرقم يعتبر ضعيفا جدا مقارنة بحجم الأعمال وتطورها في الوقت الحالي.في السابق كان كثير من الخدمات التي تقدمها وزارة الموارد البشرية يستغرق أوقاتا طويلة لإنهائها، ويرجع ذلك للروتين التقليدي في آلية وإجراءات تقديم الخدمات بالإضافة للمركزية في كثير من الموافقات والتي بسببها تتعقد الأمور، ومن منطلق التحول الرقمي الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية تماشيا مع رؤيتها، عملت وزارة الموارد البشرية على تطوير خدماتها المقدمة للمستفيدين من خلال التحول الإلكتروني، وذلك استشعارا بأهمية التطوير المستمر للأعمال والأنشطة مما ينعكس ذلك على مؤشرات عالمية عديدة تستهدفها حكومة المملكة لتحسين ترتيبها كمؤشرات تسهيل الأعمال.في الوقت الحالي لدينا منصتان لإنهاء المعاملات والخدمات التابعة لوزارة الموارد البشرية «الخدمات الإلكترونية في موقع الوزارة ومنصة قوى التي تعتبر الواجهة الحديثة لقطاع العمل» وإضافة لذلك لدينا تطبيقات إلكترونية خاصة في تقديم بعض خدمات الوزارة، ومن خلال تجارب العديد من أطراف سوق العمل «العامل وصاحب العمل» نجد أن تجربة المستخدم في منصة قوى الإلكترونية تعتبر أكثر مرونة في إنهاء المعاملات الخاصة بالوزارة، ونجد من خلالها أن النسبة الأكبر من خدمات وزارة الموارد البشرية تمت أتمتتها بشكل مرن لتسهيل إدارة العلاقة بين أطراف سوق العمل «العامل وصاحب العمل» لتحسين العلاقة التعاقدية بينهما، بالإضافة لتسهيل التواصل مع الجهة التشريعية المنظمة «وزارة الموارد البشرية»، وساهمت تلك المنصة في تسريع إجراءات الأعمال وأتمتة تنفيذ الخدمات على مدار الساعة.دمج جميع المنصات والتطبيقات الخاصة بوزارة الموارد البشرية في منصة واحدة سيسهل على قطاع الأعمال الكثير، ومن تجربة لمنصة قوى أرى كوجهة نظر شخصية أنها الخيار الأنسب لحصر جميع منصات الوزارة وخدماتها لتصبح منظومة خدمات تكاملية موحدة، حيث إنها بالوقت الحالي تغطي ما يقارب ٩٨ ٪؜ من احتياج المستفيدين من خدمات الوزارة لقطاع الأعمال وبشكل فوري دون الحاجة لتقديم مستندات ورقية أو التوجه لزيارة مكاتب العمل.تسهيل وتبسيط الإجراءات من خلال الاستفادة من الإمكانات والخبرات التقنية سيضمن لنا تقديم خدمات إلكترونية مميزة تتسم بالسرعة والدقة لجميع المستفيدين في سوق العمل، وما نراه اليوم من تطور مستمر في الخدمات التي تقدمها منصة قوى سيكون داعما لقطاع الأعمال، ومتفائل بأن المرحلة القادمة ستشهد خدمات إضافية حتى نصل لمرحلة يتم الاعتماد فيها على المنصة في تطبيق ممارسات عديدة من ممارسات الموارد البشرية للارتقاء بسوق العمل وتحسين العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل.ختاما؛ ما أتمناه من القائمين على منصة قوى إضافة خدمة تتيح لأصحاب الأعمال إرسال مقترحات لخدمات وممارسات موارد بشرية لإضافتها في المنصة، وبذلك سنصل لعلاقة تكاملية مميزة في سوق العمل.@Khaled_Bn_Moh