«مسنون ظرفاء» لاقت تجاوبا كبيرا لأنها تعالج موضوعا إنسانيا مهماوجدت في «الكوميديا السوداء» الموازنة السحرية بين الابتسامة والحزنالناقد المسرحي العربي يعاني كثيرا من المشاكل عندما يكتب قلمه بتجرد- ماذا تقول عن المسرح العراقي اليوم؟المسرح العراقي والمسرح الخليجي حال واحدة، تتأثر وتؤثر في الوطن العربي، والمسرح العربي أيضا يتطور من خلال المناهج والأساليب الحديثة في العالم، لذلك نرى أن المسرح العربي تظهر فيه بين فترة وأخرى أساليب لم نكن نراها في مسارحنا، إذن المسرح العربي استطاع أن يضع لنفسه هوية خاصة بنفسه.- كيف ترى تطور المسرح السعودي؟شاهدت أعمال المملكة العربية السعودية ضمن مهرجان الجامعة في الإمارات عام 1989، ولاحظت الفارق الكبير في الأساليب والأداء، وكذلك أصبح عدد المهتمين بالمسرح في المملكة في ازدياد، وكان التطور واضحا في الفنون المسرحية، خاصة في الفترة الأخيرة من خلال المشاركات في المهرجانات الدولية.وهناك نهضة كبيرة في المملكة خاصة في المجال المسرحي، لذلك لو أرادت أن تطور تلك النهضة فعليها أن تؤسس أكاديمية للفنون الجميلة وخاصة قسم الفنون المسرحية، وإقامة المهرجانات العربية المسرحية التي سيكون لها أثر كبير في الشباب السعودي لتطوير هذا الجانب المهم. – شارك مسرح جمعية الثقافة والفنون مؤخرا بالأحساء في مهرجان مسرح الشارع.. كيف ترى تلك المشاركة؟خطوة مسرح الشارع في الوطن العربية جيدة جدا رغم أنها تلاقي صعوبات كثيرة، أهمها أنه لا يوجد لدينا كتاب مهتمون بهذا الشأن، وفي الوقت نفسه فإن الكتب والمؤلفات في هذا الجانب فقيرة جدا، ورغم أن الوطن العربي بدأ يؤسس له هوية في هذا الجانب، ومن خلال اتصالاتي بزملائي وجدت في أغلب بقاع الوطن العربي تحركا كبيرا في هذا الموضوع، ولا سيما من الشباب العربي المسرحي.- ما المشاكل والمعوقات التي تعطل التطور المسرحي في الوطن العربي؟أهم تلك المشاكل الدعم المعنوي والمادي الذي أصبح شحيحا في أغلب أقطار الوطن، ونلمس هذا من خلال قلة المهرجانات المحلية والعربية في الوطن العربي، والموضوع الآخر الذي نتراجع فيه بعض الشيء هو فقدان الناقد العربي المسرحي، فأصبح الناقد يعاني كثيرا من المشاكل عندما يكتب قلمه بتجرد، والأمر الآخر أن الجامعات المهتمة بفنون المسرح يقل استقطابها للشباب بسبب العوز المادي للشاب نفسه. – في أحد كتبك تحدثت عن التحول في أداء الممثل.. ماذا تقصد بذلك؟أرى أن التحول هو جوهر العملية الفنية، وضرورة مهمة في المسرح، دون التحول لا أرى فنا مسرحيا بلا شك، لذلك جاء كتابي وأصبح ذا أهمية كبيرة في الفن المسرح.- يقال عنك إنك تعتمد الكوميديا السوداء لمناقشة مشاكل المجتمع.. لماذا؟الكوميديا السوداء فن صعب، والكوميديا في حد ذاتها من الفنون الصعبة، لكني وجدت في هذا اللون الفني الموازنة بين الابتسامة والحزن، وهي مساحه مهمة أن تضع هموم الأسرة العربية في مسرحية، كما حدث في مسرحية «مسنون ظرفاء»، إذ لاقت تلك المسرحية تجاوبا كبيرا من أطياف الشعب كافة، كونها تعالج موضوعا إنسانيا مهما وهو حقوق الوالدين.- ما الأثر النفسي الذي تركه رحيل المسرحي سامي عبدالحميد؟المسرحي الكبير سامي عبدالحميد من المسرحيين المهمين في الوطن العربي، وله تأثير كبير على المسرح العربي، خاصة المسرح العراقي، وكيف لا يؤثر فيَّ وأنا أكثر شخص عملت معه في أعماله المسرحية.- ما أكثر ما يزعجك في المسرحيين؟أكثر شيء يزعجني ألا نتعامل مع النصوص العربية كما نتعامل مع النص الأجنبي، ورغم أن النص العربي يحمل هموم الوكن ومشاكله، فإننا ما زلنا نتأثر بشكل كبير بالنص الأجنبي، وهذا يجعلني أخشى على المسرح.- ما أدوات التحول بالنسبة للمسرحي على خشبة العرض؟أدوات الممثل في التحول كثيرة، ولكن أهمها – كما هو معروف – الصوت والجسد، وهذا ليس وليد اليوم، بل كان الاهتمام به منذ نشأة المسرح.أشاد المسرحي العراقي د. كريم خنجر بزيادة عدد المهتمين بالمسرح في المملكة، مؤكدا أن التطور واضح في الفنون المسرحية السعودية، وخاصة في الفترة الأخيرة، من خلال المشاركات المتعددة في المهرجانات الدولية، وأشار إلى أن المسرح في الوطن العربي يمر بصعوبات عديدة، واعترف باعتماده على الكوميديا السوداء في مناقشة مشاكل المجتمع، لأنه وجد فيها الموازنة بين الابتسامة والحزن، وهي مساحه مهمة لوضع هموم الأسرة العربية في مسرحية، كما حدث في مسرحية «مسنون ظرفاء» التي لاقت تجاوبا كبيرا من أطياف الشعب كافة، كونها تعالج موضوعا إنسانيا مهما؛ وهو حقوق الوالدين.النص العربي مظلوم أمام الأجنبي ما يجعلني أخشى على حركة المسرح