كل مواقفنا في الحياة نثبت من خلالها مدى جودة وعمق ثقافتنا وقوة الوعي والإدراك، هناك فروقات كثيرة ما بين أن تقرأ ما تقرأ لتطبقه على أرض الواقع أو تكتب ما ستكتب لتغير العالم بجرة قلم، وشتان ما بين أنك تقتنع بما يكتب على الورق ما هو إلا خيال وأحيانا كثيرة يكون مجرد مخاض لتجارب الآخرين وتوثيق لما يتعرض له الإنسان من منعطفات تضعه في مفترق طرق.الثقافة هنا لا أشير إلى فلسفتك الثقافية ولا كمية المعلومات المخزنة في ذاكرتك ولا كم كتابا قرأت أو كمية الكتب المتكدسة في مكتبتك وإنما عمق ثقافتك يقاس بوعيك وفكرك المملوء بالثقافة المجتمعية والإنسانية والأخلاقية، تعاملك خاصة مع أقرب الناس لك، مع محيطك في العمل، أصدقائك، وحتى الغرباء يكشف لنا درجة بلوغك نحو الثقافة المطلوبة في عالمنا هذا، ربما قرأت ألف كتاب لكن تنقصك التجارب والعكس بالعكس، لذلك مفهوم الثقافة يخلق لك بيتا من ذهب في كل مكان، بل في كل قلب وذاكرة. لذلك يجب أن تكون ثقافتنا في الحياة هي أن نصنع الفوارق الملموسة من اللاشيء مهما كانت الظروف العاصفة عليك أن تستعيد قواك من لُب ثقتك بنفسك، لأن الحياة مليئة بما يكفيها من الرتابة والبرود والتكرار الملموس لا تتأخر في اتخاذ خطوات تقدّمية مضاعفة نحو الأمام لتتجاوز العقبات وإلا لن تستمر ولن تستثمر في ذاتك سوى الجمود واللاشيء!اجعل سعيك في أن تكون شخصا معطاء في كل مرة تخلق من جديد، وأن تصنع الأثر الدائم محفورا في ذاكرة المجتمع وأحد أهم الركائز الثقافية والإيجابية، التي يجب أن نستند عليها دوماً ألا نيأس ونقف عند منتصف الطريق، ولا نعود إلى أدراجنا بغير هدف هكذا خلقنا لنكافح بإصرار حتى الرمق الأخير ولا وجود لرمق أخير طالما أنك مستمر في الإنتاجية المذهلة وتطالب بالمزيد من التحديات حتى تكون العملة الصاعدة والفارقة في زمن يفرض عليك أن تكون مختلفا ولاسمك أسهم في صعود دائم نحو القمة دون نزول واحذر كل الحذر أن تكون متثاقفا أو حتى مثقف رديء الفكر والجودة مثقف آخر زمن!@DalalAlMasha3er