رموز الهوية وأكدت الجبرين لـ «اليوم»، أن الخط العربي ليس فقط فن يجدر بنا الافتخار به على مستوى العالم، إنما هو رمز من رموز الهوية، فكل الحضارات يكون انعكاسها الحقيقي من خلال اللغة، سواء منطوقة أو مكتوبة، فبالتالي الخط العربي يعبر عن الشق المكتوب من الهوية، كما أن التفنن فيه أمر استفردت به الحضارة العربية إلى جانب الحضارات الآسيوية، فهو فن عريق ويعكس عراقة هويتنا، وبالتالي الاهتمام به جدا مهم، خاصة أنه يحمل أسسا وقواعد نحتاج إلى تناقلها من جيل إلى آخر قبل أن تندثر وتفقد، ولا يتحقق حفظ مثل هذه الممارسات إلا من خلال تحفيزها وتشجيعها عن طريق المسابقات والمعارض والمبادرات وغيرها، ما يجعلها حية ومواكبة للعصر. مواهب الشرقيةوأشارت إلى جمال الأعمال المشاركة في المعرض، وأنها تعطي فكرة عن بعض أنواع الخط الموجودة، إضافة إلى تطبيقات الخط المتنوعة ما بين قصائد وعبارات وآيات قرآنية. وأوضحت أن الحركة الفنية في المنطقة الشرقية مزدهرة منذ بداية الفن التشكيلي في المملكة، وأن الشرقية منطقة غنية بالمواهب ذات المستوى الاحترافي العالي، سواء في الخط أو الفنون التشكيلية أو المسرح أو الموسيقى أو غيرها من الفنون، وقالت: نتطلع إلى أن يلقى الضوء على الحراك الفني في المنطقة الشرقية بشكل أكبر، حتى يرى العالم وليس فقط السعوديين، هذه الإبداعات وتصل إلى مكانها الصحيح. إبراز الفن واشتمل المعرض على أعمال عديدة تميزت من ناحية أنواع الخطوط وطريقة تطبيقها وعرضها، واستخدمت الخطاطة فاطمة الكعبي في لوحتها «ورق مقهر» وزينتها بورق فن الإبرو، أما عن الخط المستخدم في اللوحة فهو الخط الديواني العثماني، وتحدثت الكعبي عن سبب اختيارها هذا الخط وقالت: لأنه الخط الوحيد الذي استهواني من بين الخطوط ووجدت شغفي فيه، بدأت في تعلمه من عام ١٤٣٨هـ، وما زلت مستمرة في التدريب حتى أصل إلى ما أطمح له.وحول انطباعها عن المعرض، أضافت: تعجز الكلمات عن وصفه؛ فهو مميز ومناسب جدا من حيث الترتيب والتوقيت، تشرفت بمشاركتي مع نخبة من خطاطي وخطاطات الشرقية، وآمل أن تكون هناك معارض أكثر لإبراز هذا الفن، ثم أقدم شكري إلى د. إيمان الجبرين وجمعية الثقافة والفنون، لإبرازهم الخط العربي واهتمامهم به. الكوفي التربيعي أما الخطاطة عالية أبو شومي فشاركت بلوحة بالخط الكوفي التربيعي على شكل دائرة، وتميزت اللوحة بشكل مبتكر ومخالف للنمط المعتاد، وبرزت القاعدة بالزخارف الهلكار والزنجيل، بينما كلمة «بسم الله» المكررة 4 مرات هي المحفورة، واشتملت اللوحة على الزخارف، بعمل يدوي مصمم وملون بالغواش والذهبي. وقالت أبو شومي: شاركت ضمن 49 خطاطا، نتبادل الخبرات والترحيب بأي رأي وملاحظة للوحات كافة، وكان لنا شرف لقاء د. إيمان الجبرين في المعرض، فكل الشكر والتقدير لدعمها المعنوي وطيب أخلاقها وتشجيعها للفن. سحر الحروف وتميزت لوحة الفنانة التشكيلية والخطاطة نسرين اليعقوبي، التي استخدمت فيها حرف الوسام، بتداخل جمالي وتدرج لوني وتظليل، بحيث تبرز اللوحة كشكل ثلاثي الأبعاد، وتعطي عمقا وسحرا للحروف، وأوضحت اليعقوبي أنها أرادت أن تغير الشكل التقليدي للخط العربي المشهور والمتداول، بحيث يظهر الخط العربي بشكل جديد وعصري، لجذب المتذوق العربي وغير العربي وأبناء الجيل الجديد أيضا. وحول مشاركتها قالت: فخورة بهذه المشاركة، كما أن أكثر ما يميز المعرض هو وجود عدد كبير من «الخطاطات»، ما يعد أمرا غير تقليدي، خاصة في معارض الخط العربي التي عادة ما يقل وجود العنصر النسائي فيها، وفي هذا المعرض تحديدا نرى لمسة أنثوية جميلة، فقد أبدعن جميعا في الألوان والذوق ودمج الأفكار والوسائط المتعددة.يقول الشاعر أحمد شوقي: «إن الذي ملأ اللغات محاسنا.. جعل الجمال وسره في الضاد»، من هنا فإن اللغة العربية تميزت بخطها القابل لأنواع الفنون وجمالياته، وارتأت جمعية الثقافة والفنون بالدمام تخصيص معرض سنوي لخطاطي وخطاطات المنطقة الشرقية، ويأتي معرض «بصمات شرقية» بنسخته التاسعة في قاعة تراث الصحراء بمشاركة 47 خطاطا وخطاطة، وعبر 59 عملا خطيا، وافتتحت المعرض يوم الخميس الماضي، رئيس لجنة الثقافة والرياضة والسياحة في مجلس الشورى د. إيمان الجبرين، ليستقبل زواره من محبي ومتذوقي الفنون وعشاق الخط العربي على مدى 7 أيام يملؤها الجمال والأصالة.الجبرين: الخط العربي رمز للهوية يميزنا بين حضارات العالمالعربية لغة فريدة تتميز بخطها القابل لأنواع الفنون وجمالياتهالشرقية منطقة غنية بالمواهب ذات المستوى الاحترافي العاليالمعرض يضم أعمالا متميزة بأنواع الخطوط وطريقة تطبيقها