أصعب الحملات التسويقية التوعوية تلك التي تستهدف تغيير سلوك أو عادة سائدة في المجتمع منذ سنوات طويلة. ومع أن الإنسان بطبيعته مقاوم لتغيير ما اعتاد عليه، إلا أن الحملة الناجحة قادرة على صناعة وعي جديد وسلوك جديد.«حوِّل عالتقنية» حملة توعوية أطلقتها شركة نجم المتخصصة في معاينة الحوادث المرورية البسيطة للسيارات المؤمّن عليها في المملكة؛ بهدف تشجيع أطراف الحوادث المرورية على عدم عرقلة الحركة المروية بالوقوف في الشارع حتى وصول سيارة نجم، والمبادرة بتسجيل بلاغ الحادث مع تصويره على منصة نجم الرقمية، ثم إيقاف السيارات على جانب الطريق في مكان آمن بحيث لا يسبب أي ارتباك للحركة المرورية.وعلى أن الحملة انطلقت قبل نحو عامين وتحديدًا في شهر مايو من العام 2020 إلا أنني وكثيرين غيري لم نسمع بها قط، وحين راجعت أرقام مشاهدة الحملة على حساب نجم في تويتر لاحظت أن أرقام مشاهداتها محدودة؛ إذ لم تتجاوز مشاهدة الفيديو الرئيسي 34 ألف مشاهدة في حين أن إعادة التغريدة والإعجاب كانا بالعشرات فقط. وكنت أتساءل في كل مرة أرى ازدحامًا مروريًا خانقًا في شوارع الرياض؛ بسبب توقف أطراف الحادث في وسط الطريق في انتظار وصول «نجم» أو رجل المرور وتقرير من المتسبب في الحادث، لماذا لا يكتفي الطرفان بتصوير الحادث بجواليهما، والانتقال من موقع الحادث إلى جانب الطريق. لا أملك إحصائية لكني أجزم بأن غالبية الاختناقات المرورية اليومية في مدينة مليونية مثل الرياض يتسبب فيها بشكل رئيسي توقف أطراف الحادث وسط الطريق بعد الاصطدام. فالتقنية جعلت حياة الناس أسهل.لا أعرف سبب ضعف التفاعل مع حملة «حوِّل عالتقنية» ورأيي أن «نجم» والمرور بحاجة إلى إعادة بناء حملة تسويقية توعوية لتغيير سلوك أطراف الحوادث حتى لو اضطروا إلى تسمية الحملة باسم جديد وأكثر شعبية من نوع «على جنب يا صاحب السيارة» التي يقولها رجل المرور للسيارات المخالفة لحركة السير.@woahmed1