تزخر محافظة الطائف بعدد من السدود القديمة، إذ تحتضن نحو 70 سدا شيدت في عصور ماضية، تعود إلى مئات السنين، حيث مثلت – ولا تزال – أهمية كبيرة في حياة الناس؛ لدورها في حفظ المياه، وكتبت عليها نقوش وآثار وتواريخ دينية عاصرت حياة الإنسان منذ القدم.سد السملقيوتشكل هذه السدود لوحات معمارية في قلب الأودية والجبال، جمعت في طياتها المناظر المتناسقة التي سكنت أرجاء المكان لفترات زمنية متتالية ومتعاقبة، وأشهرها سد «السملقي» وسمي بهذا الاسم نسبة إلى «السملق» ومعناه الأرض المستوية، ويقع في قرى وهجر ضواحي جنوب محافظة الطائف، وهو مشيد على الجزء العلوي من وادي «ليه»، بني في فترة ما قبل الإسلام، وهو مليء بالكتابات العربية الكوفية المنقوشة على أحجار السد بطول 200 متر وبعرض 10 أمتار، ويمثل نموذجا معماريا متطورا.شعب الأحيمرويعد سد «الأحيمر» الذي يقع على شعب الأحيمر جنوب المحافظة، من السدود الأموية التي ظلت قائمة، وهو مبني من حجارة صلبة كبيرة متراصة بشكل هندسي، وجسمه من وجهين شرقي وغربي، فضلا عن سد «ثعلبة» الذي شيد في وادي ضيق على بعد نحو 7 كيلومترات من الطائف، وقد بني من كتل الأحجار على شكل مربع، وملئت الأسوار الموازية بالحصى والصخور الصغيرة.أهمية تاريخيةومن تلك السدود سد «سيسد» الذي يقع في جنوب شرقي الطائف، ومختلف تماما في أسلوبه عن السدود الأخرى، إذ بُني على خزان ماء طبيعي وكتلة أحجار مستطيلة الشكل شيد بطريقة منظمة، ويكتسب أهمية تاريخية لتشييده أثناء الخلافة الأموية، بناه عبدالله بن صخر، الذي نقش اسمه على حجر الأساس بتاريخ 58هـ، ويُعد حجر الأساس لأول لوح تأسيسي في جزيرة العرب للمشاريع التنموية للبشرية، وسد معاوية أو ما يعرف بسد «سيسد» يقع على بعد 12 كيلومترا جنوب شرق الطائف، هو أشهر السدود التاريخية بالمحافظة.