الفراغ نعمة.. وإن شئتَ جعلتها نقمة

أحاديث رافقتني في رحلة الغروب عزف خلالها نسيم المساء نسيمًا رقيقًا، وتمايلت على إثره طيات الستائر بتناوب متناغم جميل، انثنت وامتدت بتتابع كتتابع أيامنا، بتفاوت كتفاوت لحظاتنا، بتقلب كتقلب أحداثنا، ورغم حركة أعمارنا نبقى فيها شيئا ثابتا تتباين فيه أحوالنا، فبعضنا مشغول وبعضنا أوقاته يجالسها الفراغ، وذاك الفراغ يراه البعض نقمة ويراه البعض وافر النعمة، والبعض منظوره يتفق مع منظوري، فيرى في الفراغ نعمة، وإن شئت أنت جعلتها نقمة.«الفراغ محسود صاحبه»، وهذا قول يهب الفراغ حيّزه من الفضل بغض النظر عن رؤية صاحبه له، ففي الفراغ فسحة لتؤدي الأشياء كما تريد لتصنف أوقاتك حسب مواعيد ترتب لها أنت بيسر شديد، هو حيز تملؤه أنت بثقافات من خلال كتاب أو تُبحر في معلومات من مصدر ما، أو تقرّر حفظ كنوز وهبنا إياها الله في كتابه المبين، أو تتعلم شيئًا جديدًا كلغة طالما رغبت في أن تتحدثها، أو رياضة تعلقت روحك بها قبل أن تتقنها كركوب الخيل، تتعلم كيف تدرب وتتعلم فنًا جميلًا، تتدرب على العزف على أوتار فتكافئك نغمًا شجيًا أو تفهم كيف تُصنع الأشياء فتصنعها بإعجاب لذاتك، تدرس فن الإشارة فتصبح لغتك المسموعة مرئية، تتقن شيئًا يًشعرك بأنك أضفت لذاتك شيئًا ما يجعلك في وقت الفراغ تمتن لخلو الساعات من الالتزامات وتسعد إن أنت برغبتك ملأتها بما يجود عليك بما يتحف فؤادك ويحيط يومك وروحك بمباهج الحياة.الفراغ بئر أنت تتصور محتواها، فقد تتخيّل أنك ستجذب الدلو فيخرج فارغًا ممتلئًا فقط بالهواء يندمج في حين خروجه بالمحيط، فيضيع ما لا تراه بما تستشعره، أو يخرج محتويًا مذاقًا عذبًا يسقيك فتحيا على حياتك حياة؛ لأنك سقيت ذاتك بما خلق ليجعل كل شيء نابضًا بالحياة.* فراغ لتكملهفراغ السكوت يملؤه…. وفراغ الأوراق تعبئها…. والروح الفارغة تذبل إن لم تسعفها بـ……….@ALAmoudiSheika