يعتقد مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون أن احتمالات التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا على المدى القريب تبدو قاتمة، لكن الإشارات المختلطة من الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بشأن مدى اقترابه من إبرام اتفاق زادت فقط من التوتر بشأن مسار المفاوضات. ويرى هؤلاء أن العناصر المحددة لأي اتفاق سلام قد تناقشه حكومته مع موسكو لا يزال لغزا بالنسبة للقادة الغربيين.
وكشف دبلوماسي مطلع على المناقشات لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن زيلينسكي أظهر اهتماما بسيطا في تسوية تفاوضية، وقال إن أوكرانيا ليست مستعدة للاستسلام، لكنها بحاجة لمواصلة القتال حتى يغير بوتين مطالبه.
واعتبرت الصحيفة أن روسيا سعت لإجبار أوكرانيا على الاستسلام من خلال القصف المدفعي، وضربات الصواريخ الكروز، لكن واصل زيلينسكي تحديه، قائلا إن بلاده تريد السلام، لكن ليس بأي ثمن.
وكرر زيلينسكي هذه الرسالة بعبارات أقوى، (الثلاثاء)، عندما سافر رؤساء وزراء بولندا، والتشيك، وسلوفانيا إلى كييف للقائه، في زيارة محفوفة بالمخاطر تأتي بوقت الحرب. في وقت نوه كبير مفاوضيه ميخائيلو بودولياك بالتقدم في المفاوضات مع روسيا ورجح نهاية سريعة للقتال.
وقال لشبكة «بي بي إس» الأمريكية هذا الأسبوع: «لدينا ثقة في أننا سنتوصل إلى وقف إطلاق النار خلال الأيام القادمة».
وطبقاً لـ«واشنطن بوست»، فقد أدت التوقعات المتضاربة إلى بعض الارتباك بين القادة الغربيين الذين يرون تحركا محدودا تجاه التوفيق بين مطالب روسيا مع ما ستجده أوكرانيا مقبولا.
وأفاد مسؤول أمريكي بأنه لا مؤشر على أن الأوكرانيين يساومون على السلام، إنهم يريدون القتال. وعندما طُلب منه تفسير رسائل أوكرانيا المتفائلة بشأن الاتفاق، أجاب: «كنا في حيرة من أمرنا بشأن هذا أيضًا. نتلقى رسائل مختلطة». وأضاف مسؤول ثان أن تصريحات أوكرانيا تشير إلى أن زيلينسكي وكبار مساعديه لم يتوصلوا لنتيجة حاسمة بشأن ما يرغب الشعب الأوكراني في التنازل عنه مقابل وقف إطلاق النار وسحب القوات الروسية. إلا أن مسؤولا أوروبيا قال: “لم يتوصلوا لقرار بعد”، وأضاف آخرون مقربون من زيلينسكي أنه يتعرض لضغوط هائلة لإحراز تقدم في المفاوضات مع روسيا حتى لو كان الواقع أقل تفاؤلاً. ورأت الصحيفة الأمريكية أنه سيتعين على زيلينسكي إقناع شعبه بأي اتفاق سلام، وهي مهمة صعبة إذا أجبر على التنازل عن الكثير، لافتة إلى أن أي اتفاق محتمل سيحتاج أيضًا موافقة الغرب الذي سيكون بحاجة إلى رفع العقوبات عن موسكو مقابل سحب قواتها.
وذكرت أن الجولات السرية للاجتماعات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين ربما تحمل مفتاح إنهاء الصراع، لكنها تحمل أيضًا تداعيات أوسع نطاقا على الأمن الأوروبي بناء على كيفية تسوية الطرفين المتحاربين لخلافاتهما.