الإعلام الجديد أو مواقع التواصل الاجتماعي ليست مصدرًا موثوقًا ولا مستديمًا للأخبار والمعلومات، كما أنها في معظم دول العالم تصنف كوسائل أجنبية وعرض للتعليق والإيقاف فضلًا عن اختراق بيانات مستخدميها، لذا فإن اعتماد المؤسسات الرسمية عليها في مخاطبة الجمهور بشكل رئيسي يُعدّ خطأً إستراتيجيًا من منظور اتصالي فضلًا عن البُعد الأمني والسياسي.لذا نجد «فيسبوك» قد انحازت إلى أحد طرفي النزاع في الحرب بأوكرانيا وقيَّدت الحسابات الحكومة الإخبارية لروسيا التي تخوض حربًا ضد القوى الغربية، قبل أن ترد الحكومة الروسية بتقييد الوصول إلى فيسبوك بحجة ممارسة «الرقابة وانتهاك حقوق وحريات المواطنين الروس».فيما تحدثت تقارير إعلامية عن ضغوطات تتعرض لها شركات التقنية الأمريكية العملاقة لتوقف خدماتها على روسيا ضمن حزمة العقوبات الغربية على الروس؛ ما يعني أن هذه المنصات الإعلامية ليست مستقلة، وقد تتحوّل في أي لحظة إلى عدو لأي مجتمع.درس إعلامي آخر تعلمناه من الحرب الروسية في أوكرانيا، وهو أن الحملات الإعلامية والخطاب الرسمي يجب أن يكون دقيقًا وواضحًا وصادقًا؛ لأن المراوغة قد تكون لها آثار سلبية. وقد تأتي الحقيقة من هاتف جوال لأحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أو صحافة الجماهير التي تمتلك قدرة التأثير في المشهد عبر توثيق مشاهد نادرة قد يلتقطها هاتف جوال من شرفة منزل بمناطق الصراع التي يتعذر على الصحافيين الوصول إليها. تمامًا كما وثَّق هاتف سيدة أوكرانية انحراف آلية عسكرية روسية على الطريق السريع في إحدى المدن الأوكرانية لتتعمّد سحق سيارة أحد المدنيين الأوكران.«الحرص على سلامة المدنيين الأوكرانيين» كانت ضمن أهم الرسائل الإعلامية التي حرصت روسيا على إيصالها للعالم قبل وأثناء وبعد بدء الحرب على أوكرانيا، لكن كاميرا الهاتف الجوال للمواطنة الأوكرانية قالت للعالم حقيقةً أخرى. وأكثر من ذلك فإن اللقطة من شأنها إلحاق الضرر بسمعة الجيش الروسي بشكل بالغ ودائم.@woahmed1