هذه الأرض التي نعيش عليها، ونستمتع بهوائها، ونستفيد من براريها وشواطئها لا تستحق أن نظلمها من خلال العبث بها، سواءً على المستوى العام أو الخاص، فهناك تلويث عالمي مخيف ومدمر ويتعارض مع قيم التمدن والحضارة، وهناك تلويث فردي، ويكفي أن تأتي لمكان متنزه حل فيه واستمتع به ثم غادره لتجده بأسوأ حال بعد رحيله.لماذا هذا الظلم لأرضنا، فلا الدين ولا العقل ولا الأدب ولا الرغبة في الحياة تؤيد مثل هذه الأفعال غير الشرعية؟!بالعقل ستعود لهذا المكان، فلماذا تلوثه؟!وبالأدب يجب أن يكون الشخص أكثر وفاءً، فقد حظيت بمكان نظيف وجميل فلا تقابل الوفاء بالنكران، وأيضا تعامل الإنسان مع المكان، الذي يحل فيه هو انعكاس لمستوى التربية ونظافة البيت، والأسوأ والأنكى عندما تكون المرأة هي مَن تلوث المكان، وكم اشتكت النساء من أماكن النساء!وبالصحة ما يقوم به البعض هو تدمير للحيوان والنبات وبالتالي الإنسان!وفي الشريعة السمحاء، التي جعلت «لا ضرر ولا ضرار» قاعدة من قواعدها، روي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه «أنه نهى -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتغوط الرجل على شفير ماء يستعذب منها، أو نهر يستعذب، وتحت شجرة فيها ثمرتها، وأن يبول أحد في الماء الراكد»، وقد كانت وصيته -صلوات الله عليه وسلامه- لقادة جيوشه «لا تقتلن امرأة، ولا صغيرًا رضيعًا، ولا كبيرًا فانيًا، ولا تحرقن نخلًا، ولا تقلعن شجرًا، لا تهدموا بيوتًا».والأسوأ من تلويث الزائر للمكان، تلويث المستفيد الأكبر من الأرض لما حوله:فتجد صاحب الزراعة هو مَن يتلف الأرض بكثرة المبيدات والمواد الكيميائية!وتجد صاحب الأغنام أو الإبل هو مَن يلقي بالميتة في البراري ليقتل ويدمر!وتجد الصياد هو مَن يصيد أكبر من حاجته في البر والبحر أو يستخدم الطرق، التي ضررها أكبر من نفعها!يجب أن ننحاز لديننا وقيمنا وتوجهات دولتنا، فنبني علاقة سليمة مع أرضنا، بوعينا وقيامنا بواجبنا ورسالتنا الإعلامية، واليوم الكل إعلامي، ويستطيع أن ينشر الوعي من خلال جواله، وأيضا مساعدة رجال الأمن البيئي في مهامهم العظيمة، فهم يعملون من أجلنا.@shlash2020