أتاح الفهم العميق للدماغ فرصاً غير مسبوقة للتخفيف من التحديات التي تفرضها الإعاقة. إذ يأخذ العلماء والمهندسون إشارات تصميمية من علم الأحياء نفسه لإنشاء تقنيات ثورية تستعيد وظيفة الأجسام المتضررة من الإصابة أو الشيخوخة أو المرض، من الأطراف الصناعية التي تتيح التنقل بسهولة في التضاريس الصعبة، إلى الأنظمة العصبية الرقمية التي تحرك الجسم بعد إصابة الحبل الشوكي.من أجل هذه الغاية، أنشأ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، مركزاً جديداً لهندسة الإلكترونيات الحيوية (bionics)، سمي “مركز ليزا يانغ للبيونكس”، تيمّناً بفاعلة الخير التي مولته. وهو مركزٌ طموحٌ يهدف إلى دمج جسم الإنسان مع تكنولوجيا متقدِّمة كالهياكل الخارجية الروبوتية exoskeletons وواجهات الدماغ والكمبيوتر البينية.وقال رئيس المعهد رافاييل رايف: “سيوفر مركز يانغ محوراً ديناميكياً للعلماء والمهندسين والمصممين عبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للعمل معاً على حلول ثورية لتحديات الإعاقة. من خلال هذه الهدية الحكيمة، تطلق ليزا يانغ العنان لاستراتيجية تعاونية قوية، سيكون لها تأثير واسع عبر مجموعة كبيرة من الظروف البشرية، وهي ترسل إشارة مشرقة للعالم بأن حياة الأفراد الذين يعانون من الإعاقة مهمة للغاية”.سيخضع مركز الأبحاث الجديد لقيادة الأستاذ هيو هير، من مختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو نفسه يعاني من إعاقة، حيث بترت قدماه الاثنتان، وأصبح معروفاً كرائد في مجال الأطراف الاصطناعية الروبوتية. وقال هير، في إعلان للمعهد، إنه يرى هذه المبادرة الجديدة كخطوة مهمة نحو القضاء على الإعاقات الجسدية تماماً.لتطوير الأطراف الاصطناعية التي تتحرك بأوامر الدماغ، أو الأجهزة البصرية التي تتجاوز الحبل الشوكي المصاب لتحفيز العضلات، يجب على مطوري الأجهزة الإلكترونية دمج المعرفة من مجموعة متنوِّعة التخصص – من الروبوتات والذكاء الاصطناعي إلى الجراحة والميكانيكا الحيوية والتصميم. سيكون مركز يانغ للبيونيكس متعدِّد التخصصات بعمق، ويوحد خبراء من ثلاث مدارس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: العلوم والهندسة والعمارة والتخطيط. وكذلك بالتعاون مع أطباء جراحيين وسريريين من كلية الطب بجامعة هارفارد، سيضمن المركز اختبار التقدُّم البحثي بسرعة والوصول إلى المحتاجين، بما في ذلك المجتمعات المحرومة تقليدياً.
في السنوات الأربع الأولى، سيركِّز المركز على تطوير واختبار ثلاث تقنيات إلكترونية:1-الجهاز العصبي الرقمي، للقضاء على اضطرابات الحركة التي تسببها إصابات الحبل الشوكي باستخدام تنشيط عضلي يتحكم فيه الكمبيوتر لتنظيم حركات الأطراف مع تحفيز إصلاح الحبل الشوكي في الوقت نفسه.2-
الهياكل الخارجية للأطراف التي يتحكم فيها الدماغ، لمساعدة العضلات الضعيفة وتمكين الحركة الطبيعية للأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية أو الاضطرابات العضلية الهيكلية.3-
إعادة بناء الأطراف الإلكترونية، لاستعادة الحركات الطبيعية التي يتحكم فيها الدماغ وكذلك الإحساس باللمس وإدراك الجسم للاتجاه والحركة من الأطراف الإلكترونية.*المصدر: news.mit.edu
**حقوق النشر محفوظة لمجلة القافلة، أرامكو السعودية