شهد شرق القارة القطبية الجنوبية هذا الأسبوع ارتفاعاً غير مألوف لدرجات الحرارة بلغ 30 درجة مئوية فوق المعدل المعتاد، وفق ما أفاد خبراء عبر “تويتر”.وسجلت قاعدة كونكورديا البحثية الواقعة على “القبة سي” في الهضبة القطبية، على ارتفاع يزيد عن 3000 متر، “حرارة قياسية بلغت يوم الجمعة 11.5 درجة مئوية تحت الصفر، وهو رقم قياسي على الإطلاق حطّم ذاك المسجل في 17 ديسمبر 2016 والبالغ 13.7 درجة تحت الصفر”، بحسب ما غرّد به خبير الأرصاد الجوية في “ميتيو فرانس” (وهي هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية) إيتيان كابيكيان على “تويتر”.
A la base #Concordia, la température maximale définitive de ce 18 mars est de ?️-11.5°C, record absolu tous mois confondus battant les -13.7°C du 17 décembre 2016. Le record mensuel a été pulvérisé de plus de 16 degrés (-27.9°C, 12 mars 2013). #Antarctique https://t.co/7tZ3fZckA0— Etienne Kapikian (@EKMeteo) March 19, 2022
ومع أن التوقعات كانت تشير إلى احتمال انخفاض درجات الحرارة مع نهاية الصيف الجنوبي، سجلّت قاعدة دومون دورفيل الواقعة على ساحل اديلي لاند رقماً قياسياً في اعتدال الحرارة خلال شهر مارس الحالي، إذ بلغت 4.9 درجة مئوية، فيما وصلت درجة الحرارة الدنيا إلى مستوى قياسي أيضاً هو 0.2 درجة في 18 مارس.بدوره، أشار غيتان ايمز من “ميتيو فرانس” على “تويتر” إلى أن “الأيام الخالية من الصقيع تكون عرضية” في دومون دورفيل “، ولكن لم يسبق يوماً أن حصلت بعد 22 فبراير (وكان ذلك في عام 1991)”.
L’anomalie de température atteint +30 à +35°C actuellement sur le plateau de l’Antarctique de l’est. Concordia au Dôme C a établi un nouveau record absolu de température élevée, tous mois confondus : -12,2°C, contre -13,7°C le 17 décembre 2016. Données depuis 2005. pic.twitter.com/wq97TE1s4n— Gaétan Heymes (@GaetanHeymes) March 18, 2022
ووصف ذلك بـ”الحدث التاريخي من حيث الاعتدال في شرق” القارة المتجمدة، إذ راوحت زيادة درجات الحرارة بين 30 و35 درجة مئوية فوق المعايير الموسمية.بدوره، لاحظ الباحث في معهد علوم الأرض البيئية في مدينة غرونوبل، جوناتان ويل، أن “درجات الحرارة يفترض أن تنخفض بسرعة في مثل هذا الوقت”.
الجليد يذوب بسرعة في المياه المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية
ويشكل تكاثر موجات الحر واشتدادها إحدى أوضح علامات الاحتباس الحراري، مع أنه من غير الممكن إعطاء مثل هذا التفسير لحدث مناخي معين عند حصوله.وتشهد درجة الحرارة في القطبين ارتفاعاً أسرع من المعدل الذي ترتفع به حرارة كوكب الأرض ككل والذي يبلغ نحو 1.1 درجة مئوية سنوياً منذ العصر السابق للثورة الصناعية.وتأتي موجة الحر في شرق القارة القطبية الجنوبية بعدما بلغ الجليد البحري في أنتاركتيكا في أواخر فبراير أصغر مساحة مسجلة له وهي أقل من مليوني كيلومتر مربع، منذ أن بدأت الأقمار الصناعية تسجيل هذه القياسات في العام 1979 ، بحسب مركز الأبحاث الأميركي “ناشونال سنو اند ايس سنتر”.