كنت أخذ قسطا من الراحة وقد أملت المقعد الأمامي من السيارة ريثما يعود زوجي من أعماله، وهذا الاستغلال الأمثل عندما «أنشب» لمرافقة أبو العيال في مشاويره تحت مسمى (النشبة) فقط! ممنية نفسي بقدح من القهوة أو شيء من العصير الطازج أختم به هذه المهمة كمكافأة أو شرف لهذه الصحبة والحقيقة أنني أستحق المكافأة بجدارة، حيث استطعت كشف جريمة كادت تسجل ضد مجهول لولا عبقريتي! حيث أيقظ هدوئي «خبطة» قوية على باب السيارة جعلتني «أفز» لأشاهد السيدة، التي تقف بجوارنا تتعامل مع سيارتنا وكأنها فضاء مفتوح بلا جرم!! حيث استمرت وصويحباتها في خبط أبواب سيارتنا أثناء ركوبهن غير مباليات بما حولهن ولو علم مقياس «رختر» لقياس الزلازل عن تلك الهزات والأضرار، اللاتي أحدثنها لسجلها بأعلى درجاته، أخرجت رأسي المندس سلفاً وفتحت شباك السيارة وتفاجأن بوجود كائن، حيث كنّ في مأمن من كشف أمرهن لألقهن درسا قبل أن أتلقاه أنا من رفيقي، الذي يحيط سيارته بكامل التقدير والاحترام والتدليل! وما أن رأينني حتى «تلخبطت علومهن» وَصَفنّ برهة قبل أن تقرر إحداهن الاعتذار لكنني قررت أن أترك مهمة التفاهم لصاحب السيارة بعد أن «فتّنتُ» عليهن وعاجلته باتصال أطلبه بقطع مهماته والوقوف على هذا الأمر الجلل ليقرر العفو عن عدد الخدوش، التي أحدثنها في سيارته المدللة أو محاسبتهن!المهم أن الدرس الذي تعلمه زوجي من هذه الحادثة ألا يوقف سيارته بجانب سيارة سيدة وليعذرني السيدات فليس كلهن كـ«خابطة سيارتنا»، ولكن هو الشر عندما يعم بسبب شخص لا مسؤول ويُحدث عقاب جماعي لفئة لا ناقة لها ولا جمل في هذه السُمعة السيئة!والحقيقة أن «خبط» السيارات وفتح الأبواب دون حذر وإلحاق الضرر في السيارات المجاورة أصبح أمراً شائعاً، خاصة من أولئك الذين لا يحملون القدر الكافي من المسؤولية تجاه ممتلكات الآخرين، خاصة في الأماكن الضيقة، التي لا توجد فيها مسافات كافية بين السيارات.إن الحفاظ على الطريق مما حث عليه الشارع الحكيم في توجيه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في سؤال: «وما حق الطريق؟ قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر»، ومن كف الأذى عدم التعرض لممتلكات الآخرين بما يزعجهم.وفي ذات السياق، حدثتني صديقتي أنها حشرت سيارتها بجوار سيارة رجل يهم بالنزول ولم تستطع فتح الباب مع حذرها إلا «برن ورقع ودبج» باب سيارة الرجل لكنه كان رجلاً ذوقاً خلوقاً تظاهر بعدم المبالاة رغم غليانه والغليان هو سلوك طبيعي لكل مقهور ساكت، المهم أنها نزلت في ذات المحل، الذي قصده الرجل برفقة ابنه ذي الأربعة أعوام، الذي كان يرمقها بنظرات حاقدة ويومئ بحركات بوجهه ويده تدل أنه استمع لـ«حلطمة» من والده فأراد الانتقام، ثم بسط يده اليسار ووضع سبابة يده اليمين في وسطها محركا إياها بشكل دائري، مشيرا إلى حركة الملاعب الشهيرة وكأنه يقول «سنخلطك» ضحكت صديقتي من لطافة هذا الصغير، ولم تع ما يبيته لها، المهم أن الرجل وابنه سبقاها إلى سيارتهما و«خبط» و«خلط» الابن الصغير سيارتها وهو يفتح الباب ويغلق ويفتح ويغلق ويفتح ويغلق حتى نهره والده الخلوق وقال له: عيب يا ولد! ثم انصرفا، وقد أصيبت سيارتها في مقتل وأرادت أن ترد «الخلط بخلط»! لكنها تذكرت المثل القائل «يداك أوكتا وفوك نفخ».@ghannia