استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة للأعيان المدنية والمصالح الاقتصادية الحيوية في عدد من المواقع في المملكة العربية السعودية، من خلال صواريخ باليستية وطائرات مفخخة دون طيار، تمكنت قوات التحالف والدفاع الجوي الملكي والقوات الجوية الملكية السعودية من اعتراض بعضها، فيما نجم عن عدد منها أضرار مادية في بعض المنشآت والمنازل والممتلكات المدنية.. وكيف يتزامن هذا الاستهداف الحوثي الإرهابي مع دعوة مجلس التعاون للمشاورات اليمنية – اليمنية، ضمن جهود دول المجلس المستمرة الهادفة إلى إنهاء الأزمة في اليمن والخروج به لمرحلة السلام والوفاق الوطني، الذي يلبي طموحات وتطلعات اليمنيين، إضافة إلى استعادة الاستقرار وضمان ظروف الحياة الكريمة للشعب اليمني الشقيق.. نحن هنا نقف أمام واقع يرسم حقيقة ما يمكن يتوقعه العالم من ميليشيات الحوثي الإرهابية والتي تثبت يوما بعد آخر كيف أنها مجرد أداة يبتغي من خلالها نظام إيران تحقيق أجندته الخبيثة وغاياته المشبوهة في المنطقة عبر محاولة استهداف مفاصل الطاقة الدولية وتهديد الاقتصاد العالمي.المشاورات اليمنية اليمنية، التي دعا لها مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويعتزم أن تستضيفها الأمانة العامة لمجلس التعاون في المدة من 29 مارس إلى 7 إبريل، جاءت كفرصة لإنهاء الصراع ولتحقيق السلام والاستقرار في اليمن وتوجيه الجهود نحو التنمية، فهي مشاورات تمثل منصة يمنية لجميع أبناء الشعب اليمني لإنهاء النزاع بين الأشقاء اليمنيين للوصول باليمن إلى بر الأمان وتلبية تطلعات الشعب اليمني الكريم.. ولكن مع المشهد الراهن والسلوك الحوثي على وجه التحديد يبدو أن التطلعات لا تلتقي مع الواقع الملموس من جماعة الحوثي التي تصر على أن تكون عنصرا معطلا تنضم إلى بقية أذرع طهران في المنطقة، والضحية هو مصلحة اليمن وشعبه.ماذا يتظر المجتمع الدولي لكي يتخذ موقفا فوريا وحاسما لوقف هذه الاعتداءات الإرهابية المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، خاصة وأن جماعة الحوثي ومن يقف خلفها يثبتون يوما بعد آخر أنه لا نية لهم أن يكونوا جزءا طبيعيا من العالم بل عنصر الشر ومنبع التهديد للبشرية.