يخوض العالم منذ أعوام طويلة صراعا ضد الأفكار المتطرفة والضالة المنتشرة كانتشار النار في الهشيم، خاصة في ظل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع ساهم بشكل كبير في الترويج لتلك الأفكار والدعوة إلى تبنيها تحت مسميات ظاهرها ديني وباطنها خدمة أجندات مشبوهة، ولا شك أن هناك جهات تسعى دائما إلى السيطرة على العقول عبر اللعب على وتر الدين باستغلاله على النحو الذي تحقق به مصالحها، ولا شك أنها استغلت مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتنفيذ مخططاتها باستخدام شخصيات متطرفة ودعمها بكافة أنواع الدعم لاستقطاب شريحة كبيرة من المجتمعات وإطلاقها كالثيران الهائجة التي لا تملك أدنى قدر من الوعي والإدراك ما جعلها تشكل تهديدا كبيرا على أمن الدول واستقرارها، ومن هنا كان لا بد من التصدي لها عبر حرب فكرية تقف بالمرصاد لكل مظاهر التطرف بدءا بالأفكار المسمومة، وهي خطوة جبارة لا بد من دعمها بقوة لتحقيق الغاية الأسمى باجتثاث جذور التطرف، والإرهاب، وترسيخ، وإعلاء مفاهيم الدين الحق.الحرب الإيديولوجية ضد التطرف تصحيح للأفكار المنحرفةتقوم الحرب الفكرية ضد الفكر المتطرف والمنحرف عن الإسلام، وتعاليمه المعتدلة، والحميدة، كونها تستهدف تصحيح الرؤى، والأفكار المنحرفة، والمشوهة، والضالة الملصقة بالإسلام، وكشفها على حقيقتها، ودحضها، وتفنيدها بما يظهر الإسلام على حقيقته الوسطية الاعتدالية الناصعة، ويحطم الجسور الفكرية المشبوهة التي بناها المتطرفون من أجل التغلغل إلى عقول، وأفكار الشباب المسلم، ومن هنا ينبغي علينا تضييق الخناق أكثر من أي وقت آخر على الأجنحة الفكرية للمتطرفين، وسد عليهم مختلف المنافذ، والأبواب التي كانوا يتسللون من خلالها لإغواء الشباب المسلم، ويدفعوا به في دروب الضلالة والضياع، وفي نفس الوقت لا بد من العمل على إحياء الفكر الوسطي المعتدل وتعميمه ونشره، ذلك أنه لن يساهم بإقناع الشباب المسلم بعدم الالتحاق بركب المتطرفين فحسب، وإنما سيكون له دور مشهود في إقناع من قد غرر به في صفوف المتطرفين، وإعادتهم إلى أحضان شعبهم ووطنهم.الحروب العسكرية ضد التطرف لم تقض على جذور التطرفشنت الدول حروبا عسكرية وأمنية بأعلى المستويات للقضاء على التطرف والإرهاب والحد من تمركزهم عبر عمليات دقيقة في مختلف مناطق العالم التي تنتشر فيها بؤر الجماعات الإرهابية، ولقد تمكنت من إلحاق أضرار كبيرة بالمتطرفين والإرهابيين، وأصابتهم بمقتل، إلا أن الحروب العسكرية لا تزال محدودة التأثير، وتدور في حلقة محددة، أو بتعبير أدق ثمة ثغرة في جداره، لأنه، وعلى الرغم من الخسائر التي لحقت، وتلحق بالمتطرفين والإرهابيين، لكنهم مع ذلك لا يزالون يقفون على أقدامهم، بل هناك من لا يزال يؤمن بأفكارهم المشبوهة، ويلتحق بصفوفهم على أنهم يواجهون معركة الإيمان ضد الكفر، لذا يتوجب على الدول حكومات ومؤسسات وعلماء وباحثين وإعلاميين الاستمرار بمواجهة أصحاب الفكر المتطرف وتكثيف الجهود بالتعاون مع مختلف المراكز الإستراتيجية لبث الوعي لدى شرائح المجتمع وكشف حقيقة مخططاتهم والتأكيد على أنهم لا يمثلون الإسلام بل هو منهم براء فهو دين الرحمة والإنسانية والتعايش والسلام ولم يكن في يوم من الأيام دين عنف وإرهاب ولن يكون لأنه سيبقى بقيمه الخالدة دينا شاملا لقيم المحبة والتسامح.@sayidelhusseini