الشعر مرفأ يجذب القلوب ويرسم لها مزيدا من البهاء والإشراقالقصائد تحتاج إلى الابتعاد عن التعقيد والغموض الجانح للإبهاميصادف اليوم العالمي للشعر 21 مارس من كل عام، وهو مناسبة تحتفل فيها الدول بفن الشعر الذي يعد أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، فيوم الشعر هو يوم الاحتفاء بالكلمة والقافية، ويوم الإشادة بالحرف الذي تصدح به الحناجر ببريق لا يخفت ولا يتوقف. رجل السلاميقول الشاعر عبدالمجيد الموسوي: كان الشعر – ولا يزال – رجل السلام الأول الذي انتدبته جمهورية الحب كي يعلن خارطة الجمال الممتدة من الماء إلى الماء، بعد أن وأد اليأس آخر مظهر من مظاهر الأمل والحياة، بعد أن أغلقت النوافذ الحالمة شرفاتها في وجه الفراشات الصغيرة التي كانت تبحث عن الضوء، لذا انتفض الشعر وهو يمسح غبار الكبت الذي جمد بكل قسوة على أبجدية الحلم المكبل.النبراس البشريأما الشاعر ماجد بن سفران فقال: اليوم العالمي يعطي للشعر مكانته التي يستحقها بين الأوساط الثقافية، ويذكرها بأن الشعر هو النبراس البشري في كل لغات البشر، وهو الحل الأمثل لأي مشكلة، وهو المعلم الأصدق على مدى تاريخ الإنسانية، وهو الطريقة المثلى للإقناع، ونستطيع القول إن اليوم العالمي تذكير بأهمية الشعر وتأثيره في نفوس البشر دون غيره من الفنون التي تؤثر في الإنسان.يجذب القلوبوتحدث الشاعر سيف المرواني قائلا: الشعر مرفأ يجذب القلوب كافة، فتجد فيه ما يشد النفس ويرسم لها مزيدا من البهاء والإشراق، وما يمنحها سعادة مختلفة تعيد نبض السنين فتستأنس اللحظات، وهذا الاحتفاء لهو دليل على مكانة الشعر لدى كل الشعوب والتي تشتاق إلى عطر الكلمة وعبيرها، فهو يحرك رواكد الأحاسيس ويشعلها، ويحتاج الشعر اليوم إلى أن يسمو بنا ويكون أكثر قربا من المتلقي ويبتعد عن التعقيد والغموض الجانح للإبهام.الشعر وكفىوقال الشاعر جاسم عساكر: كم هو مبهج ورائع أن يكون الشعر هو الحاضن للأمم في يومه الأممي، والذي من خلاله نتطلع دائما لتأسيس مرحلة قادمة يكون فيها سيدا على الكائنات، ونناشد من خلاله كل مؤسسات المجتمع والأندية الأدبية وصالونات الثقافة للإشارة إليه والإشادة به، ومعايشته واقعا من خلال التهيؤ المسبق له كإعصار لطيف، وترويضه بالمسرحيات والأمسيات والمهرجانات التي تمتد لأيام وإعلان مظاهره في كل مكان. صيد الكلماتأما حوراء الهميلي فقالت: الشعر أداة بحث عن الجمال، ما يعلمنا إياه الشعر هو صنع المعنى، وبدأ هذا الاتصال العاطفي بالشعر عندما كنت أقرأ نصوص الإنشاد المدرسية وأفتن بقاموس المفردات الجديدة، كنت أصطاد الكلمات كمن يصطاد لؤلؤة في بحر المعنى، هذه العلاقة وهذه الحساسية كانت بانتظار حدث ما، حدث يهز شاعريتي ويفجر براكين عاطفتي، هذا الحدث كان فقد والدي وأنا في العاشرة من عمري، كنت أشعر بفراغ داخلي كبير، وكانت الكتابة هي علاجي الروحي. خفة الغيمالشاعرة تهاني حسن الصبيح قالت: يوم الشعر العالمي هو يوم الانعتاق من ثقل التراب إلى خفة الغيم، ومن ضحالة المعنى إلى عمق الصورة، ومن ضفة السكون إلى صخب الموج، الشعر ذلك المارد الذي يسكنك ولا تشعر به إلا حين ترتعد فرائصك وأنت تقرأ قصيدة، أو تتأمل فكرة أو تبتكر مجازا، تختزل فيه كل تأملاتك التي لم تترجم تفاصيلها الورقة ولم تدرك حجمها اللغة. تغيير القبحأما الشاعر عباس العاشور فقال: بعض الشعراء ربما ينتظرون يوم الشعر العالمي كما ينتظر الفلاحون الكادحون مواسم الحصاد، وبعضهم ينتظره كفرصة مواتية لعرض عضلاتهم الشعرية ومهاراتهم اللغوية، وفريق آخر يترقبه كموسم صيد فاخر لاصطياد المزيد من الجماهير والمشاركة في بعض الفعاليات المقامة هنا وهناك، لكنني لم أفكر به يوما إلا حين يمر بي مصادفة في زحمة الأيام.