سفرة رمضان تزورنا كل عام تحمل ملامح التميز، فوقتها يختلف عن توقيت الفطور والغداء والعشاء، وأطباقها مميزة المذاقات فيتسيد الثريد الذي لا يزال حصرا في رمضان وتواكبه أطباق نسخت حقوقها باقي الشهور كالسمبوسة البارزة الأطراف بمختلف الحشوات واللقيمات المقرمشة الدائرية الشكل التي حول إتقان استدارتها كل عام تكثر النوادر، البيتزا والمعجنات والفطائر الصغيرة والكبيرة المتنوعة الخلطات.التمر بأنواعه المفضلة لنبدأ لقيماتنا به ونتبعه بالحساء لنحلي بعد ساعات بجلي ألوانه تسر الأذواق أو بصفرة الكاستر الذي يكسر حدته فستق مبشور منثور بسخاء أو ببياض المهلبية المتزينة بخيوط الزعفران.جميلة سفرة رمضان التي تجمع الأسرة دون تأخير إجلالا لوقت الإفطار الذي يرافق الأذان، مذاق الماء يصبح نفيسا، ففترة افتقاده من بعد أذان الفجر إلى وقت صلاة المغرب تظهر لنا كم هو مصل مهم للحياة، أحيانا لا ندرك مدى أهميته في أوقات الإفطار.سفرة رمضان مميزة بما تجلبه من ذكريات في تأملاتنا الصامتة، التي أحيانا يذكرها البعض لأبنائه فيروي لهم قصصا حول رمضان في طفولته التي يحن إليها، وفي سفرة رمضان لا بد من مفقود في العائلة فتتنهد الجوارح وتواكبها لمحة من دمعة قد تشرد من معقلها وقد يستوقفها صاحبها فتعود بخنوع لمكانها.رمضان شهر نفيس يتنافس فيه الإنسان مع ذاته ويقودها إلى مبتغاه وفي سبيل غايته التي تكون هدفه في هذه الأيام تجده يشحذ الهمم يخاف أن تشغله الشواغل لا يبتعد عن مراقبتها ولا يطرف جفنه إلى ما قد يلهيها، يفهم كيف أن الملهيات تعد إعدادا متقنا لتشتت هدفه لتطمس خططه لتجرح أحيانا صومه فيستبسل في مواجهتها هامسا لروحه «يا نفس كل فائت مسترجع إلا يوم فيه يكون جزاؤه مقدرا من عند الله بوزن لا نعلمه، بل يقدره في علاه، يا نفس قد لا يكون لرمضان آخر لك عودة» فتنهض منتفضة من براثن ما قد يلهي وتتوجه بكلها وبعضها وأبعاضها للمولى تسترضيه في دعاء عساه بكرمه يرضى عنها وتتقرب منه في صلاة وتجالسه بالقرآن.أيام عظيمة نزل فيها القرآن ليرتق قلبك ونهج مربٍّ يشعرك بفقير يئن جوعا وعدالة يتساوى فيها طبقات المجتمع، فموعد الإفطار واحد، وما بين واحد وواحد هناك مَن يلهج فؤاده بالدعاء قبل الأذان واثقا بأنه صائم وقبل الأذان دعاؤه بمشيئة الله سيكون مستجابا. صكوكصكوك الغفران والعتق من النار مخبأة في ليالي رمضان، فلا تتهاون وبادر لها لتملكك قبل أن تجدها.@ALAmoudiSheika