أقام مجلس شؤون الأسرة ندوة «الطلاق وآثاره الأسرية» في مقر المجلس بالرياض، وبمشاركة المستشار الأسري والمدرب التربوي د. خالد الحليبي، والمستشار الأسري ومستشار العلاقات الزوجية د. خالد السبيت، والاستشاري الاجتماعي والنفسي د. سلمان العواد، والأستاذ المساعد بجامعة أم القرى والناشطة الاجتماعية د. غدير مليباري. وتناولت الندوة عددا من المحاور، وهي: أبرز المشكلات المؤدية إلى الطلاق، والتطورات التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة على صعيد الأنظمة القضائية وانعكاساتها على الصعيدين الأسري والاجتماعي، والتمكين الاقتصادي للمرأة وأثره على استقرار الأسرة سلبا وإيجابا، ووعي أفراد المجتمع بأهمية الاستشارات الأسرية ودورها في استقرار الحياة الزوجية، ودور الإعلام وتأثيره على العلاقات الزوجية، وكيفية استثماره في إحداث حراك إيجابي لمعالجة المشكلات ومواجهتها بوعي وأفضل الوسائل التوعوية. وقال د. الحليبي: إن الاختيار الخاطئ للشريك هو أحد أسباب الطلاق وتأهيل المصلحين ضرورة لازمة، بينما أشار د. السبيت إلى أن الطلاق قد يكون حلا لأزمة أسرية، وأنه لا بد من البحث في قضية العنف الأسري، أما د. العواد فطالب بقانون يتناول مسألة تقديم الاستشارات الزوجية وبرامج متعددة لخلق جيل صالح للزواج، وأوضحت د. مليباري أن الجيل الحالي يفتقد الحوار الأسري، ولا يتقبل الاختلاف.وأوضح المتحدثون أن أبرز مسببات الطلاق هي تدخلات الأقارب الخاطئة، والنشأة غير السليمة لأحد الطرفين، وضعف الثقافة الجنسية، وطول ساعات العمل، والتخبيب الإلكتروني، وانحراف أحد الزوجين، والصورة الذهنية السلبية لدى الشباب عن الزواج، وأزمة منتصف العمر، والتأثر بمواقع التواصل الاجتماعي، والضياع في متاهة المقارنات، ولفتوا إلى سيناريوهات مصير الأبناء بعد الطلاق، مثل: الانقطاع عن رؤية الأبناء لفترات طويلة، وحق الحضانة يؤول إلى غير الوالدين كالجد والجدة، ومواجهة الأبناء خطر الانحراف والضياع والحرمان من حضن أحد الوالدين. وعن الحلول التي تسهم في الحد من معدلات الطلاق، فهي الدورات التأهيلية التثقيفية، وترسيخ المشاركة والتعاون بين الزوجين، والاهتمام بالتربية والنشأة السليمة للجيل القادم، واستحداث مناهج متعلقة بالثقافة الجنسية في المرحلة الجامعية. وقالوا إن دور الإعلام يتمثل في معالجة ظاهرة الطلاق، وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن الزواج عبر وسائل الإعلام، والترويج لأهمية البرامج والدورات الزوجية، واعتماد خطاب إعلامي يعزز من مكانة الأسرة وأهمية المحافظة على استقرارها، والتوعية السليمة بنظام الأحوال الشخصية من مصادر موثوقة.