أعرب التشكيلي المصري عبدالرحمن الحسيني الذي يحترف فن الرسم بالشخبطة، عن تفاؤله بتأهل المنتخب المصري إلى بطولة كأس العالم 2022 في قطر، من خلال لوحة احتفالية أبدع فيها برسم النجمين محمد صلاح ومحمد النني، ومعهم البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري، وقام بنشرها على منصات السوشيال ميديا، ليتداولها النشطاء على نطاق واسع، متمنين فوز المنتخب المصري على السينغال في مباراة الإياب.هذه هدية وطنية للجماهير وشخبطاتي لا تتبع الترند..وأوضح الرسام عبدالرحمن الحسيني، في حوار خاص مع “العربية.نت”، أنه لا يوظف رسوماته من أجل الترند، لكن التعاطف غلبه لتقديم هدية وطنية لمنتخب بلاده، وبث روح التفاؤل والحماس في وجدان الجماهير المصرية والعربية، مشيراً الى أن تقنية الرسم بالشخبطة فن جدبد لا يزال حضوره خجولاً في المشهد الفني بالوطن العربي. واعتبر بأن هذا الفن وسيلة تعبير وتأثير، تعتمد على إبراز الروح بالخطوط الدقيقة، توظف في تخليد ذكريات شخصيات مؤثرة ومشاهير تركوا بصماتهم في وجدان الإنسانية، ويمكن تطويعها في تجسيد رسائل توعوية وبث مشاعر تصالح وسمو وتسامح ونقل شواهد تاريخ ومبادرات سلام في لوحة تعبر الحدود لتلامس ذائقة الشعوب”.
مهندس زراعي يرسم بورتريهات بالشخبطةعبدالرحمن الذي درس بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية بتخصص هندسة زراعية، كانت بداياته بفن الشخبطة قبل نحو عامين فقط، كللها بمشاركة متميزة في معرض “tedx” العالمي بالإسكندرية في مصر، مشيراً الى أنه يتلقي دائماً ردوداً تشجيعية من قبل متابعيه بكلمات تحفزه لمواصلة إبداع شخبطات جيدة، وأضاف: “ينبهر كل المتابعين على صفحاتي بهذا الفن، كونهم لأول مرة يرون بورتريهات لوجوه مرسومة بكامل تفاصيلها فقط بالشخبطة”.الشخبطة مولد إبداعي لأسرار فنية ونفسيةإلى ذلك، الشخبطة قد تكون عادة لا إرادية تدخل في دائرة المرض أو أداة عفوية للاستشفاء، ينصح بها الأطباء كوصفة مضادة للاكتئاب، فيمارسها البعض كهواية للتفكير ومحاربة التوتر، ويعتبرها كثيرون فسحة لفضفضة نفسية لإفراغ نفايات الزمن من سلة الوعي الباطن، إلا إن عبدالرحمن لا يعتبرها مهنة كافية.
وأشار الى أن الرسم عموماً هو عمل جانبي لعمله الأساسي، مفيداً أن هذه “الشخبطة الفنية” تبدأ بخطوط مبدأية بسيطة تحدد الشكل الخارجي للبورتريه أو الشئ المراد رسمه ثم تجسيم الشكل كاملاً بإضفاء الظل والنور من خلال الشخبطة.تعليق أحمد حلمي!.. ورد أبناء الراحل محمود عبدالعزيزولا شك أن رسومات عبدالرحمن تحقق أصداء خاصة لدى مشاهير رسم وجوههم وأهداهم تلك اللوحات، وأوضح: “أشهر لوحاتي رسمة للفنان أحمد حلمي وتعليقه عليها بخفه ظله “بكوبليه” من أغنيه نانسي عجرم قائلاً “شخبط شخابيط” وكذلك لوحة رسمت فيها الراحل الفنان محمود عبدالعزيز حيث شاركها أبناؤه الفنانين كريم محمود عبدالعزيز ومحمد محمود عبدالعزيز في منصاتهم الاجتماعية”.100 رسمة لوجه المشاهير أبرزها صرخة النصر..استطاع عبدالرحمن منذ احترافه فن الشخبطة، رسم وجوه المشاهير من فنانين أثروا به اجتماعياً وفنياً وإنسانياً، قدمهم برؤية إبداعية مختلفة عما يألفها محبيهم وجمهورهم، مضيفاً :”كل لوحة تستغرق وقتا للرسم من 8 ساعات إلى 42 ساعة مثل رسمة توت عنخ أمون”.
ويمتلك عبدالرحمن في رصيده نحو 100رسمة بالشخبطة، تتنوع بين رسوم لوجوه فنانين راحلين أمثال أحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وخالد صالح، ونجوم سينمائيين أبرزهم أحمد حلمي وعبلة كامل وخالد النبوي ومنه شلبي وآسر ياسين، والنجم العالمي خواكين فينكس. وكذلك جسد صرخة النصر في رسمة جمعت نجمين رياضيين هما محمد صلاح والبيغ رامي، كما رسم وجوها مستوحاة من التراث والتاريخ المصري مثل توت عنخ آمون. ونفذ رسومات لمسجد محمد علي بالقاهرة ومسجد القائد ابراهيم بالإسكندرية.ماليزي عالمي والمنافسون العرب معدودينوحسب عبدالرحمن فإنه لا يوجد منافسين عرب أقوياء في هذا الفن بل كلهم مبتدئين باستثناء أسماء بسيطة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، من دون أن ينفي بالطبع وجود فنانيين عالميين “عباقرة” في هذا الفن مثل الرسام الماليزي “vince low” الذي “اعتبره مبعث إلهام في خطي الفني، وأضاف: “دائماً أسعى إلى تحدي موهبتي، لأنافس نفسي إبداعياً كنوع من تفجير الشغف والحماس لإنجاز لوحات خارج التوقعات”.يسعى عبدالرحمن إلى نشر هذا الفن وتشجيع الرسامين العرب على استكشاف فرص جديدة لنقل أعمالهم من المحلية إلى العالمية، معتبراً أن الفن دائماً رسالة لتطهير الروح والنفس البشرية على إن جوهر الاختلاف هو الرهان في تقديم فن راق وملهم للمجتمعات.رسومات تحيي الأمل في وجدان المحاربين الصغاروكان عبدالرحمن قد اختار خطاً فنياً في إحياء ذكرى الفنانيين الراحلين، تكريما لما قدموه من أعمال جميلة وقيم نبيلة لا زالت مطبوعة في وعي الأجيال حتى اليوم، ويلفت: “رسمتي للفنان خواكين فينيكس من فيلم الجوكر كانت تحمل رسالة توعية أن هناك مرضى نفسيين من حولنا يحتاجون للعلاج دائماً، كما أمتلك رسومات ترفع معنويات محاربي مرضى السرطان، وأركز في مشروعي الفني القادم على زيارة مرضى السرطان من الأطفال في المستشفيات، لمحاولة إلهامهم وإسعادهم برسم وجوههم البريئة بالشخبطة، وإهدائهم تلك الرسومات كذكرى لتحثهم دائماً على التمسك بالأمل من أجل الحياة”.