من المؤسف أننا كونا صوراً جميلة وراقية عن بعض العائلات بناءً على ما بناه أوائلها من مكارم بقيت لهم ليتوارثوها جيلاً بعد جيل، ثم يأتي ابن من أبنائها ليعبث بتاريخ هذه العائلة بتصرفات حمقاء مبنية على قصر نظر مقيت سيندم عليه بعد أن يكون ما فعله وأحياناً سجله وصوّره قد بقي شاهداً لا يمكن محوه.طبعاً عند العقلاء الوضع واضح ولن تُعمم تجربة سفيه على عائلة بأكملها، فلا يمكن أن تزر وازرة وزر أخرى، وأنبياء الله ولد لهم الابن الكافر، وتظل هذه الدنيا فيها العقلاء والسفهاء ولكن العيب يظل في رقبة من فعل العيب، فكيف سمح لنفسه بالجرأة على ظلم آبائه الذين بذلوا الكثير والكثير في بناء هذه السمعة المميزة لعائلته، والتي ورثها هو بكل سهولة وبغير جهد يذكر بحيث أصبح في كل مكان يتجه إليه، عندما يُسمع اسمه يُسأل: أنت ابن فلان، أو من العائلة الفلانية؟وعندما يرد بنعم، يأتيه ما يصل لأجداده في قبورهم: والله والنعم، وبعدها دعوات لا تتوقف، وكم من أمور سارت له بكل انسيابية والسبب أنه ابن العائلة المحترمة التي تستحق التبجيل والتقدير.أحياناً يكون العابث مع أشد المرارة والأسف بنتا من بنات هذه العائلة، وهنا يكون الوقع أشد وأنكى، فالمرأة منبع الحب والرحمة والوفاء، فكيف تجرأت على تقديم صورة مسيئة لأجدادها وقبل ذلك والديها اللذين يؤلمهما ولا شك ما تقوم به؟!مهما كانت المبررات فلا مبرر، والعبث بتاريخ العائلة تدمير للعابث قبل غيره، ومهما كانت المشاكل يمكن حلها، ولذلك لابد أن يمارس عقلاء كل عائلة دورهم في ردع العابثين قدر الإمكان، وذلك من خلال التواصل أولاً وقطع الطريق على الشيطان وأعوانه، فالتباعد هو أحد الأسباب التي توقع في مثل هذه الأمور، والسعي لتطويق مشاكل العائلة –وما من عائلة تخلو من المشاكل- داخلها بالعقل والتوقيت المناسب، فترك المشاكل الصغيرة حتى تكبر يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه، وبعد وقوع العبث لابد من الصبر والمناصحة بالحكمة والموعظة الحسنة.اللهم استرنا بسترك.@shlash2020