مركز «عبس» هو أحد المراكز التابعة لمحافظة المجاردة بمنطقة عسير، أُسِّس عام 1401هـ، ويقع في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة المجاردة على بُعد 35 كيلو مترًا من المحافظة، وتبلغ مساحته نحو 200 كيلو متر مربع، وعدد سكانه حوالي 15 ألف نسمة يتوزعون في 45 قرية، ويتميز بموقعة الجغرافي الإستراتيجي، ومطلاته الساحرة، وقربة من السراة بمسافة لا تزيد على 13 كيلو مترًا، كما يتميز بالأجواء الدافئة في الشتاء والربيع والاعتدال في الصيف والخريف، وكثرة الأمطار، لاسيما في فصلي الصيف والخريف، ويقصده الزوار من جميع محافظات منطقة عسير، خاصة تنومة والنماص التي ترتبط بمركز «عبس» من خلال عدة عقبات من أهمها عقبة «تلاع».أهم الأسواقويُعدُّ سوق «عبس» الذي ما زالت آثاره قائمة في وسط قرية «الحيد» بمركز «عبس» من أشهر الأسواق التاريخية قديمًا، وذكره الباحث د. غيثان بن جريس في كتابه «بلاد بني شهر وبني عمرو خلال القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين» ضمن أهم الأسواق الأسبوعية، فقال: «ومن الأسواق الأسبوعية في الأجزاء التهامية سوق السبت بقرية ختبة، وسوق الأحد بقرية الحيد، ويُطلق عليه أيضًا أحد عبس».حركة علميةويزخر المركز بالعديد من القرى والقصور والحصون التراثية التاريخية القديمة والمصاطب والمدرجات الزراعية الجميلة، وعُرفت قرية «الفقهاء» منذ مطلع القرن الحادي عشر الهجري بالحركة العلمية، فتخرج فيها القضاة والدعاة والأئمة والوعاظ والخطباء، وفي بداية الدولة السعودية الأولى جرى توجيه بعض مخرجاتها من قضاة وعلماء إلى مناطق القبائل المجاورة لتعليم أبناء تلك القبائل أمور دينهم، وتلقينهم القراءة والكتابة والحكم بينهم بشرع الله، كما تشتهر بمبانيها التاريخية القديمة المتناسقة وحصونها وقصورها الشامخة، ونقوشها القديمة الدالة على الحركة العلمية النشطة في تلك الفترة.الفن المعماريوتتميَّز قرى «عبس» بفنها المعماري القديم، فكانت تُبنى المنازل والقصور والحصون بالحجارة وتسقف أسطحها بجذوع الأشجار مثل شجر «النمي»، الذي كان يُقطع ثم يوضع أثناء البناء وسط المنازل ويسمّى «الدعمة» لحمل السقف، وقد توضع جذوع أشجار السدر لتخفيف الحمل على المنزل، وتتكوّن بعض المنازل والقصور من عدة طوابق، وكمعظم المواقع التراثية في منطقة عسير تبرز أحجار «المرو» كأحد أهم مظاهر الاعتناء بالشكل الجمالي للقصور أو البيوت التقليدية في مركز«عبس».