كشفت نتائج استطلاع حديث عن ارتفاع استخدام المحافظ والخدمات المصرفية الرقمية لـ 95% من المستخدمين في المملكة خلال العام الماضي 2021، مشيرة إلى أن جائحة كورونا أحد أهم العوامل التي ساهمت في إحداث هذه الزيادة.تباعد جسديوتضمنت نتائج الاستطلاع الذي أعدته «كاسبرسكي» أن 70% من المشاركين في الدراسة قالوا إنهم بدأوا باستخدام خدمات المدفوعات الرقمية خلال الجائحة، موضحة أن خدمات سداد الدفع عبر الإنترنت ساعدت 58% من المستخدمين في الحفاظ على التباعد الجسدي، فيما أعرب 90% عن الاعتماد على الخدمات المصرفية الرقمية والمحافظ الرقمية حتى عقب انتهاء الجائحة.سهولة الاستخداموأكدت النتائج أن سهولة استخدام المدفوعات الرقمية ساعدت المستخدمين في المملكة، على الاعتماد على التقنيات المصرفية، مشيرة إلى أن 86% من المستطلعة آراؤهم في الاستطلاع أبدوا تقديرهم لقابلية السداد في أي وقت ومن أي مكان، فيما قال 54% إن الخدمات المصرفية الرقمية والمحافظ الرقمية المحمولة سهّلت إدارة معلوماتهم المالية.ثغرات أمنيةوأورد الاستطلاع أنه ارتبط في المقابل انخفاض الهجمات المالية الخبيثة بازدياد الإقبال على منصات السداد الرقمية، إذ سجل خبراء كاسبرسكي، انخفاضًا بنسبة 64% في المملكة في هذه الهجمات في العام 2021، مقارنة بسابقه. ومع كون هذا الانخفاض مطمئنًا، فقد شهدت المملكة ارتفاعًا في الهجمات المالية الخبيثة على أجهزة «أندرويد» قدره 30% في 2021، مقارنة بالعام 2020. وفي هذا السياق، يتوقع الخبراء أن يؤدي النمو في حجم الخدمات الرقمية وأعدادها إلى ظهور ثغرات أمنية جديدة تُفسح المجال أمام شنّ الهجمات الإلكترونية.تحفظات ومخاوفوجاء في النتائج أنه عندما سُئل المستخدمون عن تحفظاتهم بشأن استخدام تطبيقات سداد الدفع عبر الإنترنت والتطبيقات المصرفية، أجاب 45% منهم بأنهم يخشون تخزين معلوماتهم المالية على الإنترنت، فيما أعرب 32% منهم عن القلق من أن تكون أجهزتهم غير مؤمّنة بما يكفي. وقال 17% إنهم لا يثقون بأمن هذه المنصات، فيما أفاد 28% منهم بعدم وجود أية تحفظات لديهم في شأنها.المستخدمون الجُددوقال عماد الحفار رئيس الخبراء التقنيين لدى كاسبرسكي، إن خدمات السداد الرقمية باتت تحظى بإقبال العديد من المستخدمين الجدد، بالرغم من المخاوف والتحفظات، مشيرًا إلى أن الجائحة أتاحت فرصة ليفهم المستخدمون هذه الخدمات ويُقبلوا عليها، مضيفا: يتطلب نمو الاقتصاد اللا نقدي وتطوُّره فهمًا واعيًا للمخاطر الرقمية المتعلقة بالمعاملات الإلكترونية، ونظرًا إلى ارتياح المستخدمين لتطبيقات السداد الرقمي، يتعيّن على مطوري التطبيقات ومقدّمي الخدمات التحقّق من وجود أية ثغرات أمنية في جميع مراحل عملية السداد، والحرص على تطوير مزايا أمنية تكسب ثقة المستخدمين الجدد وتبقي على المستخدمين الحاليين محميين في كل الأوقات.خط الدفاعمن جانبه، قال جهاد خليل، مدير عام السعودية والبحرين والمشرق العربي في ماستركارد: إنه في الوقت الذي يزداد فيه العالم تواصلاً من حولنا، تزداد وتيرة الهجمات السيبرانية التي تهدد الأفراد والشركات بمخاطر مالية وتؤثر على سمعتهم، مستطردًا: ولهذا، يتعيّن على قادة الصناعة أن يكونوا خط الدفاع الأول لضمان أمن وسلامة المنظومة المالية، وهو ما يجعلنا نسعى لأن نكون سبَّاقين في مواجهة عمليات الاحتيال وأن نطور حمايتنا للمنظومة السيبرانية بما يضمن أمن البنوك والتجار والمستهلكين، في إطار جهودنا لضمان عالم أكثر أمناً للجميع.آليات أمانوأوصى خبراء كاسبرسكي المستخدمين في المملكة للاستفادة من تقنيات السداد الرقمية بصورة آمنة، بعدم مشاركة أحد برمز التعريف الشخصي وكلمة المرور ولا بأية معلومات مالية أخرى، سواء شخصيًا أو عبر الإنترنت، وتجنب استخدام الشبكات العامة لسداد المدفوعات الرقمية عبر الإنترنت، إضافة إلى استخدام بطاقة مصرفية منفصلة للمعاملات الرقمية، ووضع حدٍّ ائتماني لها للصرف، للمساعدة في تتبع المعاملات، موضحين أهمية التسوّق فقط في المواقع المعتمدة والرسمية.الاستثمار في الحلولكما أوصى المطورون والبنوك والشركات المقدمة لخدمات السداد الرقمية، بالحرص على الاستثمار في حلول أمنية متكاملة تتضمن إمكانية التعرّف على محاولات الاحتيال عند شتى مستويات المعاملات المالية ونقاط التفاعل مع المستخدم، مؤكدين أن الهجمات المعقدة التي تشنها عصابات التهديدات المتقدّمة المستمرة على المؤسسات المالية تشهد ارتفاعًا؛ ما يشير لضرورة التمتّع برؤية واضحة للتهديدات لضمان استمرارية الأعمال.واختتموا بأنه من المهم عقد جلسات تدريب وتوعية في شأن الأمن الرقمي للموظفين بانتظام، ما يساعد في تمييز الدلائل على وقوع الهجمات الرقمية وفهم دورهم في حماية الشركة.