يتسابق المخرجون والمنتجون والممثلون والممثلات في شهر رمضان الكريم تحديدًا، ونحن نعيش في أوائله، على نشر «غسيلهم» المعتاد في كل عام من هذه المسلسلات والتمثيليات والفوازير التلفازية، ومعظمها غث لا يُسمن ولا يُغني من جوع، وتقفز أمام ناظري علامات الدهشة والاستغراب والتعجب من اختيار هذا الشهر الفضيل بالذات لترويج بضائعهم الفنية فيه، رغم علمهم يقينًا بأهمية انصراف المسلمين إلى التهجد والتعبُّد في بيوت الله، والتقرب إلى المولى القدير بصالح الأعمال، وأهمها إزجاء أوقاتهم بالصلوات والدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير والإكثار من تلاوة القرآن الشريف، وعدم انصرافهم إلى اللهو أو اللعب، وإضاعة أوقاتهم الثمينة في متابعة تلك المسلسلات والبرامج والفوازير التي لا يحلو لأولئك الترويج لها إلا في هذا الشهر المبارك.أمام أولئك المتسابقين؛ لعرض بضائعهم، شهور السنة بعرضها وطولها، فلماذا يلجؤون لعرضها في رمضان، وهو شهر عُرف بانصراف المسلمين فيه أكثر من بقية الشهور لمضاعفة تقرُّبهم من رب العزة والجلال بصالح الأعمال، من صلوات ودعوات وابتهالات، وقراءة لكتابه الشريف، وتدبّر ما فيه من الأوامر والنواهي لصلاحهم في الدنيا والآخرة؟ فكيف يجوز في هذا الشهر لأولئك محاولة العبث بأوقات المسلمين وصرفهم بشتى الطرق والوسائل لمتابعة مسلسلاتهم وتمثيلياتهم وفوازيرهم، ومعظمها في واقع الأمر لا يمت إلى إعلاء فضائل هذا الشهر العظيم بصلة، بل تدور كلها لمناقشة مسائل دنيوية غير هادفة، وفيها من الصور ما يخدش حياء المسلمين، ويعبث بأفكارهم، التي يجب أن تكون خالصة وموجّهة في هذا الشهر بالذات للتقرب من بارئهم بخير الأعمال وجليلها وصالحها؟[email protected]