كثير من سكان العالم -وأكيدة من ذلك- اطلعوا بحرص على لقاء سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- الذي نشر مؤخرا في مجلة اتلانتك الأمريكية بذهول يتوازى مع قدرة هذا الظهور في هذه الفترة تحديدا على لفت الأنظار إليه مباشرة؛ واطلعنا نحن -كسعوديين- على اللقاء بفخر ونشوة قلما نشعر بها دون هذا الظهور.ففي أوج الأزمة العالمية وتركيز العالم على ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا، استطاع ولي العهد -حفظه الله- لفت الأنظار بذكاء غير مستغرب نحو مملكتنا وثقلها بإجابات ذكية تحتمل في طياتها إجابات ورسائل كثيرة أيضا، ومن ثم تلقيه لاتصالات زعماء الدولتين محل النزاع.إن هذه العبقرية التي سطعت في هذا التوقيت لإبراز مكونات الشعب السعودي ولفت الأنظار لكونه شعبا صورته المبادئ الدينية والقبلية الراسخة وإطاراته المتجددة متناغمة مع هذه الصورة وليست منافية لها تدعو للتأمل: ما هي الرسالة التي كان يريد سموه إيصالها للعالم؟ ولماذا الآن؟قد توافقوني الرأي بأن القارئ لهذا اللقاء سيفهم ثلاث رسائل أساسية واضحة لا غبار عليها حول القيادة السعودية والشعب معا: نحن أقوياء ومتناغمون، نحن نتقبل الاختلاف والتغيير ومرنون، نحن ذوو ثقل حقيقي..وتلك الرسائل كانت بشكل أساسي ومباشر، بينما سيجد المحلل لهذا اللقاء بشكل دقيق ما لن تسعفني مساحة هذا المقال لحصره وشرحه منها ما ينطوي تحت تأكيده على خصوصية القضايا في بلادنا وصولا إلى حرصه على التأكيد على أن تكريم المرأة ومنحها حقوقها أقرها لها الشرع والعرف والقانون وليست مداهنة لأحد.كان هذا اللقاء بمثابة العيد لنا كسعوديين، ليس لأنه مع قائدنا فحسب، بل لأنه حرّك اتجاه بوصلة العالم في وقت كان يصعب، بل يستحيل تحريكها نحونا وحدنا.@maiashaq