الخطط الطموحة لا تنتهي، بل على العكس تتجدد، وتهتم بها الدولة، والقيادة الحكيمة توليها كل اهتمام، لأنها جزء رئيس من مستقبلنا وطموحاتنا، ومكانتنا التي نعمل عليها بكل جدية، مهما بلغت كلفتها، فالموارد البشرية النوعية كفيلة بالمساهمة في بناء اقتصاد قوي، خاصة أن أغلب الاختصاصات في برنامج الابتعاث هي نتاج لتخطيط اقتصادي، ومعرفي وتعليمي طويل، وتأتي ضمن إستراتيجية، ومستهدفات ورؤية المملكة 2030م، ولهذا أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- (برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث)، ويأتي إطلاق البرنامج لاستكمال جهود الدولة -أعزها الله- في تنمية القدرات البشرية الوطنية، ورفع جاهزية المواطنين للاستعداد للمستقبل.فـ(برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث) هو برنامج خاص بابتعاث الطلبة، والطالبات من السعودية إلى أفضل المؤسسات والجامعات، والمراكز العلمية العالمية في تخصصات مُتنوعة، ويهدّف البرنامج إلى تنمية قدرات أبناء، وبنات الوطن في البحث العلمي، والتطوير والابتكار وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني.وسوف يساهم البرنامج في رفع مُستوى كفاءة رأس المال البشري السعودي في جميع القطاعات العامة والخاصة، ويأتي البرنامج في إطار العمل على تحقيق احتياجات المملكة من الموارد البشرية السعودية، وتأهيل المبتعثين في أفضل المؤسسات، والجامعات التعليمية الدولية، وإعداد جاهزيتهم للانخراط في سوق العمل الوطني.كما يشتمل (برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث) على ثلاث ركائز إستراتيجية الأولى التركيز على التوعية، وإعداد المبتعثين، أما الركيزة الثانية فهي تطوير مسارات، وبرامج الابتعاث، والركيزة الثالثة متابعة المبتعثين، وحثهم على التميز بالجد والاجتهاد، وتطوير الخدمات المقدمة لهم في الداخل، وخارج المملكة. وهناك أربعة مسارات للابتعاث، الأول ابتعاث الطلاب إلى أفضل (30 مؤسسة تعليمية) حول العالم، والثاني مسار (البحث والدراسة والتطوير)، والثالث مسار (إمداد)، وخاص بتلبية احتياجات سوق العمل من الكوادر البشرية الوطنية، والرابع مسار (واعد)، الذي يهدف إلى ابتعاث الطلاب في القطاعات الواعدة مثل قطاع الصناعة والتقنية، والترفيه والسياحة.ويأتي إطلاق برامج الابتعاث استمراراً لجهود المملكة لرفع جاهزية أبناء، وبنات الوطن للاستعداد للمستقبل، وسيكون التقديم على برنامج الابتعاث عبر منصة (سفير) التابعة لوزارة التعليم، وذلك استكمالا لجهود الدولة -أعزها الله- في تنمية قدرات أبناء، وبنات الوطن، وتعزيز تنافسيتهم محليًا ودوليًا.كما أن الهدف من (برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث) هو رفع كفاءة رأس المال البشري السعودي، وتمكين المتميزين من المواطنين للالتحاق بأفضل المؤسسات التعليمية، وتعزيز قدرات البحث، والتطوير والابتكار، حيث سيصل عدد المبتعثين بحلول عام 2030م إلى سبعين ألف طالب، وطالبة في أفضل 200 جامعة عالمية.فالدعم السخي، الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لبرنامج الابتعاث، وما قُدم لهم من رعاية منذ مراحل تعليمهم الأولى حتى تخرجهم في الجامعات، والآن تقع المسؤولية على عاتق المبتعثين لرد الجميل لقيادتهم ووطنهم ومواطنيهم.ونأمل من وزارة التعليم دعم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والاستثمار الأمثل فيه، وذلك بزيادة عدد المبتعثين من أجل تأهيل النظام التعليمي المحلي بما يتوافق مع القوانين، والأنظمة والقرارات، وكل ما يشكل تنظيمًا تعليميًّا لتسهيل عملية التعليم للمبتعثين في ظل التحول الاقتصادي 2020م، ورؤية المملكة 2030م.فجهود الدولة -أعزها الله- في تهيئة هذه العقول، وصقلها من خلال برامج الابتعاث، والنجاحات التي حققها المبتعثون السعوديون حول العالم كانت من أبرز الدوافع لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وسيقطف الوطن ثمارها، فهذه النجاحات، وهذا التفوق سينقل صورة مشرفة عن الوطن والمواطن السعودي.@AhmedAljubair