يوجد العديد من الأشخاص المنضبطين في عملهم ويقومون بتنفيذ ما طلب منهم على الوجه الأمثل وفي الميعاد المتفق عليه، فهؤلاء يطلق عليهم صانعو النجاح، فما الذي يجعل البعض يلتزم، والبعض الآخر لا يلتزم؟ وهل صانع النجاح هذا عنده مفاتيح يستطيع من خلالها أن يوازن بين الأمور، أم عنده بدائل للتغلب على عقبات التنفيذ؟ولكي نجيب عن هذه التساؤلات لا بد أن نتفق، أن جوهر الالتزام في تنفيذ المهام يعكس شخصية الإنسان الناجح، فكلما كان الشخص صارما في تنفيذ الالتزامات الموكلة إليه دل ذلك على أنه شخص ملتزم، ويفي بما التزم به مهما كانت صعوبة المهام المسندة إليه.ومن هنا نستطيع أن نفرق بين الشخص الملتزم وغير الملتزم في ثلاثة مفاتيح (التخطيط، الإصرار، العزيمة) على الوفاء في تنفيذ المهام في الوقت المتفق عليه. فالشخص الملتزم حتى يصنع التزامه بالشكل المطلوب يوازن بين التخطيط والتنفيذ، ويتجنب ترجيح كفة على أخرى فيبقى التخطيط ضروريا لعملية التنفيذ، وبدونه يصبح التنفيذ مجرد عمل لا طائل منه، والتخطيط ضروري أيضا مع بعض الناس الذين يحسبون أن التخطيط تسويف مثلاً هؤلاء يعرفون فقط كيف تعمل الأشياء على الورق، أي يهتمون بالجوانب النظرية دون الجوانب العملية التي تؤدي إلى التنفيذ.ويوجد للأسف الشديد بعض الأشخاص الذين ليس لديهم عزيمة وإصرار، فإذا صادفت أحدهم بعض الإشكاليات في تنفيذ أي مهمة طلبت منه، فإنه ومع أول عقبة من الممكن أن تجده قد تخلى عن المهمة، ولا يكرر المحاولات لتخطي هذه العقبة، بل على العكس تماماً نجده قد تهرب منها.ولا شك أن عدم تنفيذ المهام يؤدي في حقيقة الأمر إلى إشكالية كبرى وهي عدم الثقة في الأشخاص التي تهربت من مسؤوليتها ولم تنفذ التزاماتها. وهذا يعد من الجوانب السلبية التي تلصق بالشخص فيما بعد بأنه شخص غير ملتزم أو لا يقوم بتنفيذ ما أوكل إليه من التزامات مما يتسبب في نهاية الأمر في إحجام الناس عن التعامل معه، والبحث عن غيره فهو من وجهة نظرهم قد أضحى شخصا لا يفي بعهوده ولا يستطيع أن يتغلب على العقبات التي تواجه عملية تنفيذ المهام أو يدعم قراراته بالشكل الصحيح أو يتابع تنفيذها حتى ينجح في إنجاز مهمته.كل شخص لا يستطيع أن يقدم بدائل لأي مشكلة من الممكن أن تواجهه إذا طلب منه التزام آخر في المستقبل أو يتجاهل بدائل جديدة من الممكن أن يكون لها صدى واسع تعينه على تنفيذ التزامه، فهو شخص متوقع أن يبتعد عنه الآخرون ولا يحاولون حتى الاقتراب منه، لأنه خلق فجوة ومساحة كبيرة بينه وبينهم جعلتهم يصفونه بالاتكالية بالإضافة إلى التطلعات غير المنطقية التي تنطوي على خطورة تؤدي إلى عدم التعامل معه.وخلاصة القول نستطيع أن نقول إن وضع خطة مناسبة للعمل وصياغة الأهداف والأساليب التشغيلية يجعل صانع المهمة يوازن بين التخطيط والتنفيذ، ولا يكون ذلك إلا من خلال العمل، والعمل حتى تنفذ المهمة، ووضع خطط بديلة وبسيطة تكون قصيرة الأمد يلجأ إليها الملتزم إذا فشلت خطته الأولى.@Ahmedkuwaiti