تطوير مهارة اتصال القائد بالموظفين

لكونك قائد المنظومة مهما كان نشاطها فإن عليك مسئوليات جساما نحو الموظفين والمنظومة التي تقودها نحو الأهداف التي أسست من أجلها. توفير المعلومات وغيرها من الموارد البشرية والمالية والتقنية والتكنولوجية التي تطلبها منظومة العمل مسئولية القائد لتحقيق الرؤية والرسالة والأهداف. لا تقف المسئولية عند الموظفين فحسب بل تمتد إلى كل من له مصلحة في المنظومة. أصحاب المصالح في المنظومة يشملون الملاك أو حملة الأسهم والموظفين والموردين والمجتمع الذي تمارس فيه نشاطها والزبائن وكل من له مصلحة فيها.يتفق القائد مع المدير في نقطة مهمة حول أهمية الاتصال والتواصل الفعال بينه وبين الموظفين الذين يتبعونه لتحقيق أهدافهما. الفرق شاسع بين الإدارة والقيادة التي تعد من الوظائف الأساسية في المؤسسات السياسية والاجتماعية والتعليمية والإنتاجية على مستوى العالم، لذلك تحسين مستوى الكفاءة الإنتاجية للقيادة ذو أهمية قصوى في الارتقاء بمستوى الأداء. تحسين المستوى القيادي من حيث المهارات الأساسية يزيد من الكفاءة الإنتاجية لتلك المؤسسات سواء كانت ربحية أم غير ربحية، بل يحسن علاقات القائد أو المدير بالموظفين في نواح كثيرة. الحقيقة أن تدني العلاقات بين القادة والتابعين في المنظمات بشتى نشاطاتها ينتج عن التدني في مهارات أساسية أولها الاتصال الذي أناقشه في هذا المقال من حيث تشخيصه وتنميته لسد الفجوة في تلك المهارة المهمة. القيادة عملية تأثير وعلاقة بين القائد وأتباعه بما يحققه من أهداف للقائد والموظفين ومنظومة العمل أيا كانت. العديد من المهارات القيادية ومنها مهارة الاتصال تتطلب التطوير المناسب ليصبح القائد فعالاً وناجحاً في عمله. واليوم أركز على واحدة من أهم المهارات التي تسهم في تطوير القائد وهي مهارة الاتصال.تعد مهارة الاتصال والتواصل من أهم المهارات التي تربط القائد بالذين يرغب التأثير فيهم لتحقيق أهدافه سواء الشخصية أم ذات العلاقة بالمنظومة التي يديرها للوصول إلى تحقيق أهدافها، لذا عليه أن يكون عالي المهارة في الاستماع والإنصات وفهم الآخرين. اللباقة في الحديث تزيد من فهم أتباع القائد. تعد مهارة الاتصال من أهم المهارات التي تميزه عن غيره من القادة وتزيد من تأثيره النفسي في أتباعه الذين يقتدون ويتأثرون به. اختيار القائد للعبارات المناسبة يجعل رسالته أكثر تأثيراً في أتباعه ما يزيد من مشاركتهم الإيجابية معه والاستجابة لرسالته.اختيار القائد لقنوات الاتصال المناسبة مع أتباعه أساسي وضروري لزيادة فاعلية الرسالة في تحقيق غايتها. الأمر في غاية الخطورة عندما يتحول التواصل والاتصال بين القائد وأتباعه إلى نقاش وجدل حاد لا يخدم منظومة العمل بالشكل الصحيح. التشويش الصوتي في قناة الاتصال يؤثر في فاعلية تأثير الرسالة إلى اتباع القائد، وكما تعلمنا أن ضعف فاعلية الرسالة يؤثر في تحقيق الأهداف المأمولة منها. يقلل الجدل بين القائد وأتباعه من هيبة القائد والهدف من رسالته، لكن الحوار البناء الإيجابي مرغوب للوصول إلى الحلول المناسبة، بل يعد أسلوبا حضاريا في التواصل.اختيار القائد للرسالة الواضحة والهادفة والموجهة بعناية كافية إلى الموظفين في غاية الأهمية، كذلك اختياره للوقت المناسب والطريقة المناسبة والمكان المناسب لتوجيهها إلى الموظفين لتلقى قبولاً أكثر.@dr_abdulwahhab