قد يكون هذا الكلام ضائعاً لا جدوى منه ولا يؤثر شروى نقير، لكن لا بد أن يُقال من باب النصيحة وإبراء الذمة. نحن، والجميع يعلمون ذلك، نرتكب سنوياً هدراً غذائياً يقدر بمليارات الريالات، بينما تتمنى شعوب في هذه الدنيا، لو تحصل على لقمة يتيمة بائسة تُسكت صراخ جوعها.ومع أننا كل حين نطرح هذا الموضوع ونناقشه وننتقد ارتفاع وتيرته إلا أن الحال بقي على ما هو عليه. قليل من الناس يسمعون، وأقل من القليل مَن يتعظون ويكفون عن ارتكاب هذا الهدر المفجع والمحزن.الأغرب من ذلك أنك تستمع إلى شخص يُحدثك عن عادة هدر الطعام السيئة وأسفه لذلك، ثم إذا دعاك إلى وليمة فاجأك بسفرة (المفطح)، التي يجلس عليها شخصان أو ثلاثة، أو استعرض ثراءه بمائدة (بوفيه مفتوح) يحضرها عشرون شخصًا وهي تكفي مائتين!!هذا الإسراف وهذه الاستعراضات الفارغة هي التي تُكوم جبال زبالة الأطعمة المهدورة، التي نشتكي منها، ولا نتخذ خطوات فردية ومجتمعية تحفظ هذه النعمة وتستهلكها على قدر الحاجة الحقيقية.الآن نحن على وشك الدخول إلى شهر رمضان الكريم. ومَن يدخل (السوبر ماركات) يشعر بأننا مقبلون على مجاعة؛ من كثرة ما تم جلبه من الأطعمة والمشروبات، التي يذهب أكثر من ثلثيها هدراً في براميل القمامة.وهكذا دواليك: هدر وشكوى وأسف ثم عودة إلى المربع الأول.!! اتقوا الله واضبطوا موائدكم الرمضانية وغير الرمضانية، على قدر حاجاتكم. وما فاض من قليلها تصدقوا به للمعوزين والمتعففين.@ma_alosaimi