* البطالة، وإن كانت واقعا يصعب التخلص منه بصورة نهائية حتى في أكثر دول العالم تقدما وذلك لتعقيد التركيبة المؤدية لظهورها، فهي تظل في لغة الأرقام عدوا للتنمية ومضيعة للطاقات الشابة ومهلكة لأهم مكونات المجتمع، فعليه تأتي معالجتها والمساهمة في تلمس أسبابها وإيجاد الحلول الناجعة لتقليص نسبها أولوية في دول العالم المزدهرة عامة وفي المملكة العربية السعودية على وجه التحديد حماية لمسيرة التنمية وحفاظا على ركائز المستقبل.* لنتوقف قليلا هنا عند ما يبذل من جهود من لدن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في تطوير سوق العمل مما شكل انخفاض معدل البطالة لإجمالي السعوديين (الذكور والإناث 15 سنة فأكثر) للربع الرابع من عام 2021م، حيث بلغ (11.0 %) من واقع تقديرات مسح القوى العاملة مقارنة بـ (11.3 %) في الربع السابق.. فهنا تفاصيل تبين أهمية ما يبذل من تلك المساعي في سبيل خفض نسب البطالة وتأثيرها الإيجابي المأمول انعكاسه على فرص الشباب ومستقبل الطاقات الواعدة وحسن استثمارها وتوجيه مساراتها لتواكب مستهدفات التنمية وترتقي لطموحات رؤية الوطن 2030.* التطور الذي يشهده سوق العمل والتنوع في أنماطه وزيادة جاذبيته التي عملت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على خلقها لها دور في ارتفاع معدل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السعوديين (الذكور والإناث 15 سنة فأكثر) للربع الرابع من عام 2021م، حيث بلغ (51.5 %) من واقع تقديرات مسح القوى العاملة مقارنة بـ (49.8 %) في الربع السابق.* عملت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تمكين المرأة، مما أدى إلى ارتفاع معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديات الإناث (15 سنة فأكثر) للربع الرابع من عام 2021م، حيث بلغ (35.6 %) مقارنة بـ (34.1 %) في الربع السابق.. هذه المعطيات الآنفة الذكر وما يلتقي معها من ارتفاع معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديين الذكور (15 سنة فأكثر) للربع الرابع من عام 2021م، حيث بلغ (66.8 %) مقارنة بـ (65 %) في الربع السابق كذلك بلوغ مجموع العاملين السعوديين مستويات قياسية حيث يقدرون بـ (1.918.940) عاملا في الربع الرابع 2021م، مقابل انخفاض العاملين غير السعوديين وإحلال السعوديين بمعدل 32 %… هنا وبلغة الأرقام نشهد أحد الأطر التي ترسم ملامح المشهد المتكامل لذلك الجهد وتلك المساعي الرامية لخلق المزيد من الفرص والقضاء على البطالة تحقيقا لمستهدفات الرؤية والتقاء مع مكانة الوطن.