ترسيخ الوجود، والبحث عن الكيان، والوعي بأهمية الذات وإثباتها هو مطلب للجميع، والكل يتمنى أن يكون مهما وقادرا على لفت الانتباه، وهناك فرق بين الوجود والتواجد! فقد تكون موجودا في كل محفل.. ولكن لا أحد يشعر بوجودك، ولا تفتقد عند غيابك.ولكي تحظى بالهيمنة وفرض الذات على الجميع، فإن ذلك يتطلب مهارات عالية قد تكون فطرية لدى البعض، ولكن ليس من الصعب اكتسابها والتدرب عليها حتى نتقنها..؟! ولكنها تتطلب البحث والتقصي لمَن يفتقدونها حتى يدركوا مكامن القصور في شخصياتهم، ثم العمل على تطويرها، والتسلح بوعي رفيع عن طريق الارتقاء بالمستوى الفكري والثقافي.. ومن ذلك أن تكون ملما بمستجدات العصر ومدركا لكل ما يثري الحديث ويجذب الانتباه، كالحديث عن الموضة والثقافة والصحة، وغير ذلك من الثقافات التي تجعل حديثك ذا قيمة، ووجودك يشكل فارقا عندما تحضر.يقول أليكساندر تودوروف، أستاذ علم النفس بجامعة برينستون في الولايات المتحدة، إن الناس يشكلون أحكامهم حول شخص ما بمجرد النظر إلى وجهه لأقل من عشرة أجزاء من الثانية.وهذا يلفت الانتباه إلى أن تعابير الوجه والمظهر العام للشخص يؤثر كثيرا في شخصيته ونظرة الآخرين إليه..كما يتوجب على الشخص التخلق بأخلاق المسلم من قيم عليا وحب للخير، والبعد عن النميمة والغيبة والحسد ومساعدة الآخرين وتلمس احتياجاتهم.كل تلك الصفات التي أمرنا بها الإسلام تجعل الفرد محبوبا ومجالسته يتوق إليها الجميع. وبلا شك فإن الابتسامة هي الطريق إلى ذلك كله! فهي تسهل التواصل مع الآخرين، وتساعد في الحوار وتقبل الرأي، وتكسر حاجز الحدة بين الناس..وكما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).